وفاة طفل واصابة 10 احدهم بحالة خطيرة خلال اربعة ايام: مرض الحمى الشوكية يجتاح حى كامل برفح

لم يعد مرض الحمى الشوكية حكرا على اطفال معينين فى قطاع غزة ، او ازدياد عدد المصابين به من الاطفال يكون بفترة معينة كطبيعته ،  حيث وصل عدد المصابين من الاطفال فى عائلة صيام بمدينة رفح الى 10 اصابات ووفاة طفل واصابة خطيرة لاخر ، بعد اجتياح المرض للحى الذى تسكن به العائلة بمنطقة خربة العدس .

حيث أكد محروس صيام مختار العائلة فى مدينة رفح ان عدة اصابات تحولت من اطفال عائلته الى المستشفى الاوربى برفح بعد اصاباتهم بالحمى الشوكية ، بعد ملاحظة تغيرات عليهم مثل سخونة ودوخان واستفراغ وكسل  ، ولم تتعدى اعمارهم الاربعة اعوام .

وقال المختار صيام "  توجهت اول اصابتين لطفلين فى اليوم الاول يوم الخميس الماضى ، وفى اليوم الثانى اصيب طفل اخر وتوفى نهاية اليوم الذى اصيب فيه ، ووضعتهم ادارة المستشفى تحت العناية المركزة لملاحظة المرض وتحديده ،وخلال تلقينا العزاء بوفاته نقلنا اصابتين جدد لاطفال من العائلة " .

وبعد اتصال المختار بوزارة الصحة ارسلت لهم ممرض لتطعيم اطفال العائلة وخاصة الذين يعيشون مع الاطفال المصابين الذين يتلقون العلاج فى المستشفى ، وتهافت عليه ابناء العائلة واطفالها للوقاية من المرض وتم توزيع الدواء وهو مضاد حيوى ( سبيروكير ) ، وسلم الممرض 5 عبوات من الدواء للمختار تحتوى كل عبوة على عشرة حبات بمعدل خمسون حبة اجمالى الكمية ، بحيث تقسم الحبة الواحدة لاربعة اجزاء يتم توزيعها على الاطفال دون سن الثالثة ، وجزء من الحبوب يقسم لقسمين ويعطى  لمن هم فوق سنة الثالثة ، فيما يتناول من هم فوق سنة الـ 13 حبة كاملة للوقاية من المرض .

ويتابع المختار لدنيا الوطن " عدد الاطفال الذين لم يحصلوا على الدواء اكثر من الذين حصلوا عليه ، وبدأت العائلة والجيران بشراء الدواء على نفقتهم الخاصة ، وبعد انتشار الخبر اوقفت مؤسسة محلية كانت تنفذ مشاريع لاطفال المنطقة نشاطها خوفا من انتشار المرض بعد تجمع الاطفال ، وسنقوم بعمل جلسات تثقيفية للاباء والامهات فى المساجد خلال الايام المقبلة " .

ويأسف المختار لعدم اخذ الموضوع بجدية فى وزارة الصحة وارسالهم لممرض واحد فقط للتطعيم بكمية لا تكفى لاطفال العائلة ، فى حين ان المرض ينتشر ويجتاح الحى الذي يسكنون فيه ، حيث يحول يوميا ما يقارب حالتين من الاطفال للمستشفى مصابين بالمرض ، حتى ان الامر وصل لاصابة شاب من خارج العائلة لكنه من جيرانها بنفس المرض .

وناشد المختار وزارة الصحة والمختصين باخذ المرض على محمل الجد حتى لا يشكل كارثة للعائلة والمنطقة ، لان اطفال العائلة يتخالطون مع بقية الاطفال فى المدرسة ، حيث اضطرت المدرسة لمنع دخول اطفال عائلة صيام خوفا من انتقال المرض لبقية الاطفال فى المدرسة ، واغلقت رياض الاطفال فى الحى لعدة ايام .

وقد يصاب مريض الحمى الشوكية بعاهة مستديمة اذا لم يتلقى العلاج الفورى ، ويصل عدد عائلة صيام الذين يسكنون بجانب بعضهم البعض فى خربة العدس الى 500 نسمة .

ويضيف خميس صيام " 33 عاما " والد الطفل المتوفى نتيجة المرض عبد الرحمن ، ان حفلة عرس للعائلة يوم الخميس ساعدت على انتشار المرض بين الاطفال ، حيث اصيب طفله بعدما عاد للمنزل برفقة والدته  واخوانه ، وبدأت الاعراض تظهر عليه بالسخونة والتقيؤ ، وبعد التوجه للمستشفى لم يعثر الاطباء على وريد او شريان له لتلقى العلاج ليتوفى فى نفس اليوم .

وبحسب افادة خميس فان عدد المصابين رسميا داخل اطفال العائلة حتى الان وصل عددهم الى عشرة اطفال ، بعد وفاة احدهم ووجود اثنين  داخل العناية المركزة ، وقد استشهد من عائلة صيام خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة ما يقارب 21 شهيد بقصف مباشر للحى.

وفى ذات السياق أكد الدكتور يوسف العقاد المدير الطبى والقائم باعمال مدير عام المستشفى الاوروبى  ، انه تم اكتشاف حالة قبل عدة ايام ، كما يوجد حالة واحدة فى العناية المركزة واشتباه باربع حالات موجودة فى القسم .

وقال لدنيا الوطن " المرض خطير ولكن لا يصل لحد الوباء ويمكن السيطرة عليه ، والمطلوب من الاهالى التعامل مع الموضوع بحكمة ووعى ، وفى حال الاشتباه بطفل يعانى من ارتفاع فى درجات الحرارة وطفح جلدى يتوجب التوجه لاقرب مركز طبى واخصائى اطفال ".

مشيرا الى انه يتم التعامل مع الحالات التى تصل للمستشفى مبكرا ، حيث وصلت نسبة الشفاء من المرض الى جيدا جدا ، وينبغى عزل  المريض ويتم بذلك التغلب على المرض لانه لا يعتبر وباء وذلك بعدم الاحتكاك بالمريض بشكل مباشر وعدم استخدام اغراضه الشخصية ، لان المرض ينتقل عن طريق اللعاب والدم.

وناشد العقاد المواطنين بالتغلب على المرض بشكل جيد ، لان المرض لن يكون خطر حقيقى على حياة المرضى ولا على الجيران والعائلة .