السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أل صيام
من هو الإمام الشيخ الدمنهوري؟
من هو الإمام الشيخ اليتيم؟
من هو الإمام الشيخ المذاهبي؟
من هو الإمام شيخ الأزهر العاشر في سلسلة شيوخ الأزهر؟
من هو الإمام شيخ الأزهر الجيولوجي؟
من هو أول طبيب يتولى مشيخة الأزهر؟
من هو هذا الصيامي؟
أنه الأمام الشيخ / أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام
الميلاد:
ولد بمدينة دمنهور سنة 1101هجريا ( 1689 - 1690 ميلاديا ) ونسب إليها
نشأته ومراحل تعليمه:
كان يتيمًا درس في بلدته فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في كتاب القرية، ثم رحل إلى القاهرة، والتحق بالأزهر صغيرًا، واشتغل بالعلم، وجدَّ في
تحصيله، واجتهد في تكميله وتلقى العلوم الشرعية واللغوية وغيرها على عدد من مشايخ الأزهر وعلمائه، من أمثال الشيخ عبد الوهاب الشنواني، وعبد الرؤوف
البشبيشي، وعبد الجواد المرحومي، وعبد الدائم الأجهوري، وغيرهم. وقد أورد الجبرتي أسماء شيوخه، والكتب التي درسها عليهم وأجازوه بها، وهي تشمل الفقه على
المذاهب الأربعة، وقد جد في تحصيله على هذه المذاهب، وأجازه علماء المذاهب الأربعة حتى أطلق عليه المذاهبي، (وكانت معرفته بالمذاهب الأربعة أكثر من أهلها
قراءة وفهمًا ودراية.) وكذلك التفسير والحديث والمواريث والقراءات والتصوف والنحو والبلاغة، والهندسة والفلك والفلسفة والمنطق.
قال عنه الجبرتي: «قدم الأزهر وهو صغير يتيم لم يكفله أحد، فاشتغل بالعلم، وجال في تحصيله، واجتهد في تكميله، وأجازه علماء المذاهب الأربعة، وكانت له حافظة
ومعرفة في فنون غريبة وتآليف، وأفتى على المذاهب الأربعة...».
وقد عُرِفَ بقوة حفظه، وكانت له معارف في فنون غريبة، كما كانت له معارف عظيمة في سائر العلوم والفنون العربية والدينية، وغيرها كالكيمياء، والطب، والفلك،
والحساب، والطبيعة، والعلوم الرياضية، وعلم الإحياء، وعلوم الفلسفة، والمنطق.
ويتحدث الشيخ بنفسه في ترجمة له عن حياته، فيقول: (أخذت عن أستاذنا الشيخ علي الزعتري خاتمة العارفين بعلم الحساب واستخراج المجهولات وما توقف عليها
كالفرائض والميقات، وأخذت عنه وسيلة ابن الهائم ومعونته في الحساب، والمقنع لابن الهائم، ومنظومة الياسميني في الجبر والمقابلة والمنحرفات للسبط المارديني في
وضع المزاول، وأخذت عن سيدي أحمد القرافي الحكيم بدار الشفاء -بالقراءة عليه- كتاب الموجز واللمحة العفيفة في أسباب الأمراض وعلامتها، وبعضًا من قانون
ابن سينا، وبعضًا من كامل الصناعة، وبعضًا من منظومة ابن سينا الكبرى، والجميع في الطب...
وقد وصفه معاصروه بأنه كان عالماً فذاً، ومؤلفا عظيما وارتقى في مناصبه بالأزهر إلى أن أصبح شيخ الجامع الأزهر لمدة عشر سنوات ليكون أول طبيب يتولي
المشيخة. وقد كانت دراساته الطبية قد أخذها عن أحمد القرافي الحكيم بدار الشفاء فقرأ عليه كتاب " الموجز " و" اللمحة الخفيفة في أسباب الأمراض وعلاجاتها "
وبعضاً من " قانون ابن سينا " وبعضاً من كامل الصناعة وبعضاً من منظومة " ابن سينا الكبرى.وقرأ على الشيخ " سلامة الفيومي، أشكال التأسيس في الهندسة، وبعضا
في علم البيئة، و" رفع الأشكال عن مساحة الأشكال " في علم المساحة. وقرأ على الشيخ محمد الشحيمي منظومة الحكيم، ورسالة في علم المواليد، والممالك الطبيعية،
وهي الحيوانات والنباتات والمعادن. وكان فقيهًا حنفيًا، عالمًا باللغة، وتصدر للإمامة والإفتاء وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، وظل يتعلم ويدرس، حتى استقام له
الأمر، وتمكن في علوم الهندسة والكيمياء والفلك، وصنع الآلات، ولجأ إليه مهرة الصناع يستفيدون من علمه.ودرس عليه كبار المستشرقين الذين كانوا يفدون عليه. وقد
خلف مؤلفات طبية متعددة يذكر المؤرخون منها كتابه المسمى " القول الصريح في علم التشريح " وكتابه المسمى " القول الأقرب في علاج لسع العقرب " وهو مخطوط
بدار الكتب المصرية. وقد كتب في مقدمته:حمداً لمن تفضل علينا بالإيجاد، وبعد فهذه كلمات قليلة، مشتملة على فوائد جليلة، ومقدمة في وصف وكنية العقرب ومقصود
في دفع السم، يذكر فيها وصفات منها ما يحتوي الدار صيني(نبات) الذي ينفع من لسع العقرب والنعناع والثوم المطبوخ بالسمن النافع في لسع الزنبور والنحل والحية
وخاتمة فيما ينفع السموم من الطب الروحاني. واشتهر بمخطوطة بعنوان "اللطائف النورية في المنح الدمنهورية".يقول فيها :" أخذت عن أستاذنا الشيخ علي الزعتري
الحساب، واستخراج المجهولات، وما توقف عليها كالفرائض والمواريث، والميقات. وقرأت على الشيخ محمد الشهير بالشحيمي منظومة في علم الأعمال الرصدية (
الفلك).. ورسالة في علم المواليد أعني الممالك الطبيعية وهي الحيوانات والنباتات والمعادن". وكان ينافس الشيخ الدمنهوري في تحصيل تلك العلوم الشيخ حسن
الجبرتي والد المؤرخ المعروف عبد الرحمن الجبرتي.
مشيخته:
تبوأ المكانة التي يستحقها من التقدير والإجلال، فقدمه علماء الأزهر لعلمه وفضله، وأنزلوه قدره؛تولى مشيخة الجامع الأزهر سنة (1183هـ= 1768م) خلفًا للشيخ
عبد الرؤوف محمد السجيني.
أخلاقه:
كريمًا جوادًا في ماله يبذله لكل قاصد، وكان من عادته الجلوس للتدريس بمسجد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في شهر رمضان، وكان معروفًا بين تلاميذه
وزملائه من العلماء أن لا يضع علمه في غير موضعه، ولذلك اتهمه البعض بالبخل في بذل العلم على الرغم من عطائه الوافر، ومصنفاته الكثيرة والمتنوعة، وربما
كان السبب الرئيسي في هذه التهمة أنه كان لا يضع علمه في غير أهله، ولذا فقد كان ينتقي من يتعلم على يديه. وكان لا يعود من دَرْسه إلا في وقت متأخرٍ من الليل،
ويحرص على صلاة الفجر، وتحدَّى علماءَ عصره بما كان يطْرَحُ من أسئلة معجزة، ثم يقوم بالإجابة عنها.
منزلته:
كان وحده أُمَّة في العلم والفضل ورِفْعة المقام، ولما زار مكة المكرمة حاجًّا سنة 1177هـ، استُقبل أعظم الاستقبال، فأتى حاكم مكة وعلماؤها لاستقباله، فكان الاستقبال
كريمًا يليق بمكانة الإمام وشخصه، وحين عودته من الحج إلى مصر، استقبله الناس بنفس الحفاوة التي لقيها في مكة المكرمة، ومدحه الشيخ عبد الله الإدكاوي بقصيدة
يهنئه فيها بالعودة،
فقال:
لقد سرنا وطاب الوقت وانشرحت صدورنا حيث صح العود للوطن
فأنت أمجدنا، وأنت أرشدنا وأنت أحمدنا في السرِّ والعلن
قال عنه حسن الجبرتي الكبير: "هابته الأمراء؛ لكونه كان قوّالا للحق، أمَّارًا بالمعروف، سمحًا بما عنده من الدنيا، وقصدته الملوك من الأطراف وهادته بهدايا فاخرة،
وسائر ولاة مصر كانوا يحترمونه، وكان شهير الصيت عظيم الهيبة". وبلغ من تقدير الأمراء المماليك له وتعظيمهم لحرمته أنه لما نشبت فتنة بين طائفة من المماليك
(العلوية والمحمدية) وأتباعهم، قصده أحد أمراء الطائفتين (حسن بك الجداوي) من زعماء العلوية مستنجدًا به. ولم يجد بيتًا آمنا يحتمي به غير بيت الشيخ في بولاق،
فلما طلب خصومه من الشيخ تسليمهم له رفض، ولم يجرؤوا على اقتحام بيت الشيخ مراعاة له لمنزلته. حتى أجاره (إبراهيم بك) .مما جعل (علي بك الكبير) يتخذه
أستاذًا يجلس إلى دروسه ويستشيره في كثير من أمور الدولة. وكان الخليفة العثماني "مصطفى بن أحمد خان" له عناية ومعرفة بالعلوم الرياضية والفلك، فكان يراسله
ويهاديه ويبعث له بالكتب.
مؤلفاته:
كان واحدًا من علماء الأزهر الذين عُرفوا بالثقافة الواسعة التي شملت إلى جانب العلوم الشرعية واللغوية الرياضيات والهندسة والفلك والطب، وأسهم بالتأليف في
بعضها، وهذه العلوم وإن كانت تدرس على استحياء في ذلك الوقت، فإنها تعني أن هناك من كان يعلمها ويدرسها، وأن جذور هذه العلوم لم تنطفئ منذ أن ازدهرت
الحضارة الإسلامية، لكنها ظلت خافتة تنتظر من يبعث فيها الحركة والنشاط. كان غزير التأليف متنوع الإنتاج الفكري، ومعظم إنتاجه لا يزال مخطوطًا حبيسا لم يرَ
النور بعد. ونلاحظ في مؤلفاته هذا التوسع الفسيح في مختلف العلوم والفنون ،فهو لا يقتصر على الموضوعات الدينية واللغوية فحسب ،بل يكتب في التشريح والحساب
واستنباط المياه وشؤون المجتمع وسياسة الحكم ..الخ
من مؤلفاته:
- كشف اللثام عن مخدرات الأفهام في البسملة والحمد للة.
- حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون (في البلاغة).
- اللطائف النورية في المنح الدمنهورية، وهو سند ذكر فيه ما أخذه عن مشايخه وما درسه واستفاده بجهوده الخاصة، أو ما أخذه رواية ودراسة، ومنه نسخة خطية بدار
الكتب المصرية.
- نهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، وهو شرح لأربع أبيات من ألفية العراقي في مصطلح الحديث، ومنه نسخ في دار الكتب المصرية.
- درة التوحيد (منظومة في علم التوحيد).
- القول المفيد في شرح درة التوحيد، وهو شرح لمنظومته السابق ذكرها.
- الزايرجة، وهو شرح لكتاب (كشف الران عن وجه البيان) لمحيي الدين بن عربي، في التصوف.
- شرح الأوفاق العددية (وهو بحث في استنباط آفاق المستقبل عن طريق الأعداد)، ومنه نسخة خطية في دار الكتب المصرية.
- شفاء الظمآن بسر (يس قلب القرآن)، وهو شرح لمنظومة تتعلق بسورة يس، ذكرها أحمد بن ساعد في كتابه المسمى (روض العلوم).
- عقد الفرائد بما للمثلث من الفوائد، رتبه على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، في فضل العلم ومزدوجاته، توجد منه نسختان بدار الكتب.
- كيفية العمل بالزيارج العددية، مخطوط بدار الكتب المصرية.
- منتهى الإرادات في تحقيق الاستعارات- في البلاغة.
- سبيل الرشاد إلى نفع العباد- في الأخلاق.
- الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني - في فقه الحنابلة.
- رسالة عين الحياة في استنباط المياه - في الجيولوجيا.
- القول الصريح في علم التشريح - في الطب.
- منهج السلوك في نصيحة الملوك - في السياسة والأخلاق.
- الدرة اليتيمة في الصنعة الكريمة - في الكيمياء.
- إيضاح المبهم من متن السلم، وهو شرح على متن السلم في المنطق.
- الحذاقة بأنواع العلاقة، ذكره الجبرتي ولم يعين الفن الذي تناوله.
- حسن التعبير لما للطيبة من التكبير في القراءات العشر.
- تنوير المقلتين بضياء أوجه الوجوه بين السورتين.
- طريق الاهتداء بأحكام الإمامة والاقتداء على مذهب أبي حنيفة النعمان.
- إحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد - في الحساب.
- الدقائق الألمعية على الرسالة الوضعية العضدية للإيجي - في علم الوضع.
- منع الأثيم الحائر على التمادي في فعل الكبائر - أخلاق دينية.
- الأنوار الساطعات على أشرف المربعات - في الهندسة.
- حلية الأبرار فيما في اسم (علي) من الأسرار - تصوف.
- خلاصة الكلام على وقف حمزة وهشام - قراءات.
- إقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة - فتوى فقهية.
- "فيض المنان بالضروري من مذهب النعمان"، في الفقه الحنفي.
- إتحاف البرية بمعرفة العلوم الضرورية.
- بلوغ الأرب في سيد سلاطين العرب.
- تحفة الملوك في علم التوحيد والسلوك (منظومة في مائة بيت).
- الفيض العميم في معنى القرآن العظيم
- حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون"، في البلاغة.طبع أكثر من مرة وكان محور الدرس البلاغي في المعاهد الدينية
- "رسالة عين الحياة في استنباط المياه"، في الجيولوجيا.
- القول الصريح في علم التشريح"، في الطب.
- الزهر الباسم في علم الطلاسم
- طريق الاهتداء باحكام الامة والابتداء
- الكلام السديد في تحرير علم التوحيد".
وفاته:
توفي بعد أن تجاوز التسعين من عمره يوم الأحد 10 من رجب عام 1192هـ الموافق 4 أغسطس سنة 1778م، في منزله ببولاق، فخرج بمشهد حافل مهيب، وصُلِّي
عليه بالجامع الأزهر، ودفن بالبساتين.
ومن كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار - الجزء الأول:
مـات الشيـخ الإمـام العلامـة المتفنـن أوحد الزمان وفريد الأوان أحمد ابن عبد المنعم بن يوسف بن صيـام الدمنهـوري المذاهبي الأزهري ولد بدمنهور الغربية
سنة 1101 وقدم الأزهر وهو صغير يتيـم لـم يكفلـه أحـد فاشتغـل بالعلـم وجـال فـي تحصيلـه واجتهـد فـي تكميله وأجازه علماء المذاهب الأربعـة
وكانـت لـه حافظـة ومعرفـة فـي فنـون غريبـة وتآليـف وأفتى على المذاهب الأربعة ولكن لم ينتفع بعمله ولا بتصانيفه لبخله في بذله لأهله ولغير أهله وربما
يبيح في بعض الأحيان لبعض الغربـاء فوائـد نافعـة وكـان لـه دروس في المشهد الحسيني في رمضان يخلطها بالحكايات وبما وقع له حتـى يذهـب الوقـت.
وولـي مشيخـة الجامـع الأزهـر بعـد وفـاة الشيـخ الحفنـي وهابتـه الأمـراء لكونـه كـان قـوالًا للحـق أمـارًا بالمعـروف سمحـًا بمـا عنده من الدنيا.
وقصدته الملوك من الأطراف وهادته بهدايا فاخرة وسائر ولاة مصر من طرف الدولـة كانـوا يحترمونـه وكـان شهيـر الصيـت عظيـم الهيبة منجمعًا عن
المجالس والجمعيات. وحج سنة 1177 مع الركب المصري وأتى رئيس مكة وعلماؤها لزيارته وعاد إلى مصر. وتوفي يوم الأحد عاشر شهر رجب من السنة
المذكورة وكـان مسكنـه ببولاق وصلي عليه بالأزهر بمشهد حافل جدًا وقرئ نسبه إلى أبي محمد البطل الغازي ودفن بالبستان وكان آخر من أدركنا من المتقدمين.
مصادر ترجمته:
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 1/164.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 1/58.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي، ص (130- 132).
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد الدَّمَنْهُوري
أل صيام
من هو الإمام الشيخ الدمنهوري؟
من هو الإمام الشيخ اليتيم؟
من هو الإمام الشيخ المذاهبي؟
من هو الإمام شيخ الأزهر العاشر في سلسلة شيوخ الأزهر؟
من هو الإمام شيخ الأزهر الجيولوجي؟
من هو أول طبيب يتولى مشيخة الأزهر؟
من هو هذا الصيامي؟
أنه الأمام الشيخ / أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام
الميلاد:
ولد بمدينة دمنهور سنة 1101هجريا ( 1689 - 1690 ميلاديا ) ونسب إليها
نشأته ومراحل تعليمه:
كان يتيمًا درس في بلدته فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في كتاب القرية، ثم رحل إلى القاهرة، والتحق بالأزهر صغيرًا، واشتغل بالعلم، وجدَّ في
تحصيله، واجتهد في تكميله وتلقى العلوم الشرعية واللغوية وغيرها على عدد من مشايخ الأزهر وعلمائه، من أمثال الشيخ عبد الوهاب الشنواني، وعبد الرؤوف
البشبيشي، وعبد الجواد المرحومي، وعبد الدائم الأجهوري، وغيرهم. وقد أورد الجبرتي أسماء شيوخه، والكتب التي درسها عليهم وأجازوه بها، وهي تشمل الفقه على
المذاهب الأربعة، وقد جد في تحصيله على هذه المذاهب، وأجازه علماء المذاهب الأربعة حتى أطلق عليه المذاهبي، (وكانت معرفته بالمذاهب الأربعة أكثر من أهلها
قراءة وفهمًا ودراية.) وكذلك التفسير والحديث والمواريث والقراءات والتصوف والنحو والبلاغة، والهندسة والفلك والفلسفة والمنطق.
قال عنه الجبرتي: «قدم الأزهر وهو صغير يتيم لم يكفله أحد، فاشتغل بالعلم، وجال في تحصيله، واجتهد في تكميله، وأجازه علماء المذاهب الأربعة، وكانت له حافظة
ومعرفة في فنون غريبة وتآليف، وأفتى على المذاهب الأربعة...».
وقد عُرِفَ بقوة حفظه، وكانت له معارف في فنون غريبة، كما كانت له معارف عظيمة في سائر العلوم والفنون العربية والدينية، وغيرها كالكيمياء، والطب، والفلك،
والحساب، والطبيعة، والعلوم الرياضية، وعلم الإحياء، وعلوم الفلسفة، والمنطق.
ويتحدث الشيخ بنفسه في ترجمة له عن حياته، فيقول: (أخذت عن أستاذنا الشيخ علي الزعتري خاتمة العارفين بعلم الحساب واستخراج المجهولات وما توقف عليها
كالفرائض والميقات، وأخذت عنه وسيلة ابن الهائم ومعونته في الحساب، والمقنع لابن الهائم، ومنظومة الياسميني في الجبر والمقابلة والمنحرفات للسبط المارديني في
وضع المزاول، وأخذت عن سيدي أحمد القرافي الحكيم بدار الشفاء -بالقراءة عليه- كتاب الموجز واللمحة العفيفة في أسباب الأمراض وعلامتها، وبعضًا من قانون
ابن سينا، وبعضًا من كامل الصناعة، وبعضًا من منظومة ابن سينا الكبرى، والجميع في الطب...
وقد وصفه معاصروه بأنه كان عالماً فذاً، ومؤلفا عظيما وارتقى في مناصبه بالأزهر إلى أن أصبح شيخ الجامع الأزهر لمدة عشر سنوات ليكون أول طبيب يتولي
المشيخة. وقد كانت دراساته الطبية قد أخذها عن أحمد القرافي الحكيم بدار الشفاء فقرأ عليه كتاب " الموجز " و" اللمحة الخفيفة في أسباب الأمراض وعلاجاتها "
وبعضاً من " قانون ابن سينا " وبعضاً من كامل الصناعة وبعضاً من منظومة " ابن سينا الكبرى.وقرأ على الشيخ " سلامة الفيومي، أشكال التأسيس في الهندسة، وبعضا
في علم البيئة، و" رفع الأشكال عن مساحة الأشكال " في علم المساحة. وقرأ على الشيخ محمد الشحيمي منظومة الحكيم، ورسالة في علم المواليد، والممالك الطبيعية،
وهي الحيوانات والنباتات والمعادن. وكان فقيهًا حنفيًا، عالمًا باللغة، وتصدر للإمامة والإفتاء وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، وظل يتعلم ويدرس، حتى استقام له
الأمر، وتمكن في علوم الهندسة والكيمياء والفلك، وصنع الآلات، ولجأ إليه مهرة الصناع يستفيدون من علمه.ودرس عليه كبار المستشرقين الذين كانوا يفدون عليه. وقد
خلف مؤلفات طبية متعددة يذكر المؤرخون منها كتابه المسمى " القول الصريح في علم التشريح " وكتابه المسمى " القول الأقرب في علاج لسع العقرب " وهو مخطوط
بدار الكتب المصرية. وقد كتب في مقدمته:حمداً لمن تفضل علينا بالإيجاد، وبعد فهذه كلمات قليلة، مشتملة على فوائد جليلة، ومقدمة في وصف وكنية العقرب ومقصود
في دفع السم، يذكر فيها وصفات منها ما يحتوي الدار صيني(نبات) الذي ينفع من لسع العقرب والنعناع والثوم المطبوخ بالسمن النافع في لسع الزنبور والنحل والحية
وخاتمة فيما ينفع السموم من الطب الروحاني. واشتهر بمخطوطة بعنوان "اللطائف النورية في المنح الدمنهورية".يقول فيها :" أخذت عن أستاذنا الشيخ علي الزعتري
الحساب، واستخراج المجهولات، وما توقف عليها كالفرائض والمواريث، والميقات. وقرأت على الشيخ محمد الشهير بالشحيمي منظومة في علم الأعمال الرصدية (
الفلك).. ورسالة في علم المواليد أعني الممالك الطبيعية وهي الحيوانات والنباتات والمعادن". وكان ينافس الشيخ الدمنهوري في تحصيل تلك العلوم الشيخ حسن
الجبرتي والد المؤرخ المعروف عبد الرحمن الجبرتي.
مشيخته:
تبوأ المكانة التي يستحقها من التقدير والإجلال، فقدمه علماء الأزهر لعلمه وفضله، وأنزلوه قدره؛تولى مشيخة الجامع الأزهر سنة (1183هـ= 1768م) خلفًا للشيخ
عبد الرؤوف محمد السجيني.
أخلاقه:
كريمًا جوادًا في ماله يبذله لكل قاصد، وكان من عادته الجلوس للتدريس بمسجد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في شهر رمضان، وكان معروفًا بين تلاميذه
وزملائه من العلماء أن لا يضع علمه في غير موضعه، ولذلك اتهمه البعض بالبخل في بذل العلم على الرغم من عطائه الوافر، ومصنفاته الكثيرة والمتنوعة، وربما
كان السبب الرئيسي في هذه التهمة أنه كان لا يضع علمه في غير أهله، ولذا فقد كان ينتقي من يتعلم على يديه. وكان لا يعود من دَرْسه إلا في وقت متأخرٍ من الليل،
ويحرص على صلاة الفجر، وتحدَّى علماءَ عصره بما كان يطْرَحُ من أسئلة معجزة، ثم يقوم بالإجابة عنها.
منزلته:
كان وحده أُمَّة في العلم والفضل ورِفْعة المقام، ولما زار مكة المكرمة حاجًّا سنة 1177هـ، استُقبل أعظم الاستقبال، فأتى حاكم مكة وعلماؤها لاستقباله، فكان الاستقبال
كريمًا يليق بمكانة الإمام وشخصه، وحين عودته من الحج إلى مصر، استقبله الناس بنفس الحفاوة التي لقيها في مكة المكرمة، ومدحه الشيخ عبد الله الإدكاوي بقصيدة
يهنئه فيها بالعودة،
فقال:
لقد سرنا وطاب الوقت وانشرحت صدورنا حيث صح العود للوطن
فأنت أمجدنا، وأنت أرشدنا وأنت أحمدنا في السرِّ والعلن
قال عنه حسن الجبرتي الكبير: "هابته الأمراء؛ لكونه كان قوّالا للحق، أمَّارًا بالمعروف، سمحًا بما عنده من الدنيا، وقصدته الملوك من الأطراف وهادته بهدايا فاخرة،
وسائر ولاة مصر كانوا يحترمونه، وكان شهير الصيت عظيم الهيبة". وبلغ من تقدير الأمراء المماليك له وتعظيمهم لحرمته أنه لما نشبت فتنة بين طائفة من المماليك
(العلوية والمحمدية) وأتباعهم، قصده أحد أمراء الطائفتين (حسن بك الجداوي) من زعماء العلوية مستنجدًا به. ولم يجد بيتًا آمنا يحتمي به غير بيت الشيخ في بولاق،
فلما طلب خصومه من الشيخ تسليمهم له رفض، ولم يجرؤوا على اقتحام بيت الشيخ مراعاة له لمنزلته. حتى أجاره (إبراهيم بك) .مما جعل (علي بك الكبير) يتخذه
أستاذًا يجلس إلى دروسه ويستشيره في كثير من أمور الدولة. وكان الخليفة العثماني "مصطفى بن أحمد خان" له عناية ومعرفة بالعلوم الرياضية والفلك، فكان يراسله
ويهاديه ويبعث له بالكتب.
مؤلفاته:
كان واحدًا من علماء الأزهر الذين عُرفوا بالثقافة الواسعة التي شملت إلى جانب العلوم الشرعية واللغوية الرياضيات والهندسة والفلك والطب، وأسهم بالتأليف في
بعضها، وهذه العلوم وإن كانت تدرس على استحياء في ذلك الوقت، فإنها تعني أن هناك من كان يعلمها ويدرسها، وأن جذور هذه العلوم لم تنطفئ منذ أن ازدهرت
الحضارة الإسلامية، لكنها ظلت خافتة تنتظر من يبعث فيها الحركة والنشاط. كان غزير التأليف متنوع الإنتاج الفكري، ومعظم إنتاجه لا يزال مخطوطًا حبيسا لم يرَ
النور بعد. ونلاحظ في مؤلفاته هذا التوسع الفسيح في مختلف العلوم والفنون ،فهو لا يقتصر على الموضوعات الدينية واللغوية فحسب ،بل يكتب في التشريح والحساب
واستنباط المياه وشؤون المجتمع وسياسة الحكم ..الخ
من مؤلفاته:
- كشف اللثام عن مخدرات الأفهام في البسملة والحمد للة.
- حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون (في البلاغة).
- اللطائف النورية في المنح الدمنهورية، وهو سند ذكر فيه ما أخذه عن مشايخه وما درسه واستفاده بجهوده الخاصة، أو ما أخذه رواية ودراسة، ومنه نسخة خطية بدار
الكتب المصرية.
- نهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، وهو شرح لأربع أبيات من ألفية العراقي في مصطلح الحديث، ومنه نسخ في دار الكتب المصرية.
- درة التوحيد (منظومة في علم التوحيد).
- القول المفيد في شرح درة التوحيد، وهو شرح لمنظومته السابق ذكرها.
- الزايرجة، وهو شرح لكتاب (كشف الران عن وجه البيان) لمحيي الدين بن عربي، في التصوف.
- شرح الأوفاق العددية (وهو بحث في استنباط آفاق المستقبل عن طريق الأعداد)، ومنه نسخة خطية في دار الكتب المصرية.
- شفاء الظمآن بسر (يس قلب القرآن)، وهو شرح لمنظومة تتعلق بسورة يس، ذكرها أحمد بن ساعد في كتابه المسمى (روض العلوم).
- عقد الفرائد بما للمثلث من الفوائد، رتبه على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، في فضل العلم ومزدوجاته، توجد منه نسختان بدار الكتب.
- كيفية العمل بالزيارج العددية، مخطوط بدار الكتب المصرية.
- منتهى الإرادات في تحقيق الاستعارات- في البلاغة.
- سبيل الرشاد إلى نفع العباد- في الأخلاق.
- الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني - في فقه الحنابلة.
- رسالة عين الحياة في استنباط المياه - في الجيولوجيا.
- القول الصريح في علم التشريح - في الطب.
- منهج السلوك في نصيحة الملوك - في السياسة والأخلاق.
- الدرة اليتيمة في الصنعة الكريمة - في الكيمياء.
- إيضاح المبهم من متن السلم، وهو شرح على متن السلم في المنطق.
- الحذاقة بأنواع العلاقة، ذكره الجبرتي ولم يعين الفن الذي تناوله.
- حسن التعبير لما للطيبة من التكبير في القراءات العشر.
- تنوير المقلتين بضياء أوجه الوجوه بين السورتين.
- طريق الاهتداء بأحكام الإمامة والاقتداء على مذهب أبي حنيفة النعمان.
- إحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد - في الحساب.
- الدقائق الألمعية على الرسالة الوضعية العضدية للإيجي - في علم الوضع.
- منع الأثيم الحائر على التمادي في فعل الكبائر - أخلاق دينية.
- الأنوار الساطعات على أشرف المربعات - في الهندسة.
- حلية الأبرار فيما في اسم (علي) من الأسرار - تصوف.
- خلاصة الكلام على وقف حمزة وهشام - قراءات.
- إقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة - فتوى فقهية.
- "فيض المنان بالضروري من مذهب النعمان"، في الفقه الحنفي.
- إتحاف البرية بمعرفة العلوم الضرورية.
- بلوغ الأرب في سيد سلاطين العرب.
- تحفة الملوك في علم التوحيد والسلوك (منظومة في مائة بيت).
- الفيض العميم في معنى القرآن العظيم
- حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون"، في البلاغة.طبع أكثر من مرة وكان محور الدرس البلاغي في المعاهد الدينية
- "رسالة عين الحياة في استنباط المياه"، في الجيولوجيا.
- القول الصريح في علم التشريح"، في الطب.
- الزهر الباسم في علم الطلاسم
- طريق الاهتداء باحكام الامة والابتداء
- الكلام السديد في تحرير علم التوحيد".
وفاته:
توفي بعد أن تجاوز التسعين من عمره يوم الأحد 10 من رجب عام 1192هـ الموافق 4 أغسطس سنة 1778م، في منزله ببولاق، فخرج بمشهد حافل مهيب، وصُلِّي
عليه بالجامع الأزهر، ودفن بالبساتين.
ومن كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار - الجزء الأول:
مـات الشيـخ الإمـام العلامـة المتفنـن أوحد الزمان وفريد الأوان أحمد ابن عبد المنعم بن يوسف بن صيـام الدمنهـوري المذاهبي الأزهري ولد بدمنهور الغربية
سنة 1101 وقدم الأزهر وهو صغير يتيـم لـم يكفلـه أحـد فاشتغـل بالعلـم وجـال فـي تحصيلـه واجتهـد فـي تكميله وأجازه علماء المذاهب الأربعـة
وكانـت لـه حافظـة ومعرفـة فـي فنـون غريبـة وتآليـف وأفتى على المذاهب الأربعة ولكن لم ينتفع بعمله ولا بتصانيفه لبخله في بذله لأهله ولغير أهله وربما
يبيح في بعض الأحيان لبعض الغربـاء فوائـد نافعـة وكـان لـه دروس في المشهد الحسيني في رمضان يخلطها بالحكايات وبما وقع له حتـى يذهـب الوقـت.
وولـي مشيخـة الجامـع الأزهـر بعـد وفـاة الشيـخ الحفنـي وهابتـه الأمـراء لكونـه كـان قـوالًا للحـق أمـارًا بالمعـروف سمحـًا بمـا عنده من الدنيا.
وقصدته الملوك من الأطراف وهادته بهدايا فاخرة وسائر ولاة مصر من طرف الدولـة كانـوا يحترمونـه وكـان شهيـر الصيـت عظيـم الهيبة منجمعًا عن
المجالس والجمعيات. وحج سنة 1177 مع الركب المصري وأتى رئيس مكة وعلماؤها لزيارته وعاد إلى مصر. وتوفي يوم الأحد عاشر شهر رجب من السنة
المذكورة وكـان مسكنـه ببولاق وصلي عليه بالأزهر بمشهد حافل جدًا وقرئ نسبه إلى أبي محمد البطل الغازي ودفن بالبستان وكان آخر من أدركنا من المتقدمين.
مصادر ترجمته:
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 1/164.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 1/58.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي، ص (130- 132).
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد الدَّمَنْهُوري
الأربعاء 11 مارس 2015 - 6:11 من طرف أسامه صيام
» د.أحمد جلال صيام يكتب : وتمضي الحياة
الإثنين 9 مارس 2015 - 6:40 من طرف أسامه صيام
» الدكتور وليد زكريا صيام
الأحد 8 مارس 2015 - 7:23 من طرف أسامه صيام
» انهيارات كبيرة وتشققات في مبانٍ فلسطينية بمحيط المسجد الأقصى
الخميس 5 مارس 2015 - 5:28 من طرف أسامه صيام
» الى اخى الدكتور اسامة
الخميس 12 فبراير 2015 - 20:21 من طرف سيد صيام
» هام القبيلة التي تنتمي اليها عائلة صيام هي قبيلة الترابيين
الجمعة 28 نوفمبر 2014 - 1:47 من طرف أسامه صيام
» أفراح عائله صيام
الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 23:45 من طرف صلاح صيام
» قبيلة العيايدة
الإثنين 10 مارس 2014 - 19:30 من طرف a_hh_sss@HOTMAIL.COM
» قرار إسرائيلي بهدم بنايتين سكنيتين لعائلة صيام بسلوان
الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 3:37 من طرف أسامه صيام
» ميليشيات الانقلاب والداخلية تخطف أحد مصابي فض رابعة من مستشفى بالشرقية
الإثنين 21 أكتوبر 2013 - 2:50 من طرف محمد عبد الغفار صيام
» أسماء 37 معتقلا سياسيا تم تصفيتهم في مجزرة أبو زعبل
الجمعة 23 أغسطس 2013 - 15:39 من طرف أسامه صيام
» الاحتلال يقرر طرد عائلة مقدسية من منزلها
السبت 20 يوليو 2013 - 20:58 من طرف أسامه صيام
» تهنئة القبول بالكلية الحربية
الإثنين 17 يونيو 2013 - 16:03 من طرف محمد عبد الغفار صيام
» سلوان| الآثار الإسرائيلية تبدأ بأعمال حفر بأرض عائلة صيام
الخميس 13 يونيو 2013 - 4:42 من طرف أسامه صيام
» الى اهلى واصدقائى
الجمعة 3 مايو 2013 - 23:56 من طرف سيد صيام