SIAM FAMILY

اهلا ومرحبا بك يا زائرنا الكريم
قم بتسجيل الدخول او قم بتسجيل الاشتراك
تحياتنا
ادارة عائلة صيام

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

SIAM FAMILY

اهلا ومرحبا بك يا زائرنا الكريم
قم بتسجيل الدخول او قم بتسجيل الاشتراك
تحياتنا
ادارة عائلة صيام

SIAM FAMILY

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
SIAM FAMILY

نورت وشرفت منتدى العائلة يا زائر

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ الخميس 3 أكتوبر 2024 - 7:51

المواضيع الأخيرة

» وفاة طفل واصابة 10 احدهم بحالة خطيرة خلال اربعة ايام: مرض الحمى الشوكية يجتاح حى كامل برفح
الخطاط - محمد صيام Emptyالأربعاء 11 مارس 2015 - 6:11 من طرف أسامه صيام

» د.أحمد جلال صيام يكتب : وتمضي الحياة
الخطاط - محمد صيام Emptyالإثنين 9 مارس 2015 - 6:40 من طرف أسامه صيام

» الدكتور وليد زكريا صيام
الخطاط - محمد صيام Emptyالأحد 8 مارس 2015 - 7:23 من طرف أسامه صيام

» انهيارات كبيرة وتشققات في مبانٍ فلسطينية بمحيط المسجد الأقصى
الخطاط - محمد صيام Emptyالخميس 5 مارس 2015 - 5:28 من طرف أسامه صيام

» الى اخى الدكتور اسامة
الخطاط - محمد صيام Emptyالخميس 12 فبراير 2015 - 20:21 من طرف سيد صيام

» هام القبيلة التي تنتمي اليها عائلة صيام هي قبيلة الترابيين
الخطاط - محمد صيام Emptyالجمعة 28 نوفمبر 2014 - 1:47 من طرف أسامه صيام

» أفراح عائله صيام
الخطاط - محمد صيام Emptyالجمعة 21 نوفمبر 2014 - 23:45 من طرف صلاح صيام

» قبيلة العيايدة
الخطاط - محمد صيام Emptyالإثنين 10 مارس 2014 - 19:30 من طرف a_hh_sss@HOTMAIL.COM

» قرار إسرائيلي بهدم بنايتين سكنيتين لعائلة صيام بسلوان
الخطاط - محمد صيام Emptyالجمعة 27 ديسمبر 2013 - 3:37 من طرف أسامه صيام

» ميليشيات الانقلاب والداخلية تخطف أحد مصابي فض رابعة من مستشفى بالشرقية
الخطاط - محمد صيام Emptyالإثنين 21 أكتوبر 2013 - 2:50 من طرف محمد عبد الغفار صيام

» أسماء 37 معتقلا سياسيا تم تصفيتهم في مجزرة أبو زعبل
الخطاط - محمد صيام Emptyالجمعة 23 أغسطس 2013 - 15:39 من طرف أسامه صيام

» الاحتلال يقرر طرد عائلة مقدسية من منزلها
الخطاط - محمد صيام Emptyالسبت 20 يوليو 2013 - 20:58 من طرف أسامه صيام

» تهنئة القبول بالكلية الحربية
الخطاط - محمد صيام Emptyالإثنين 17 يونيو 2013 - 16:03 من طرف محمد عبد الغفار صيام

» سلوان| الآثار الإسرائيلية تبدأ بأعمال حفر بأرض عائلة صيام
الخطاط - محمد صيام Emptyالخميس 13 يونيو 2013 - 4:42 من طرف أسامه صيام

» الى اهلى واصدقائى
الخطاط - محمد صيام Emptyالجمعة 3 مايو 2013 - 23:56 من طرف سيد صيام

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 492 مساهمة في هذا المنتدى في 94 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 218 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو mic.venesia فمرحباً به.

المجموعة البريدية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    الخطاط - محمد صيام

    أسامه صيام
    أسامه صيام
    عضو رائع
    عضو رائع


    عدد المساهمات : 678
    تاريخ التسجيل : 14/04/2010

    الخطاط - محمد صيام Empty الخطاط - محمد صيام

    مُساهمة من طرف أسامه صيام الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 - 1:40

    الخطاط - محمد صيام 15375653
    أسامه صيام
    أسامه صيام
    عضو رائع
    عضو رائع


    عدد المساهمات : 678
    تاريخ التسجيل : 14/04/2010

    الخطاط - محمد صيام Empty صور شخصيه

    مُساهمة من طرف أسامه صيام الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 - 5:15

    الخطاط - محمد صيام 18361318

    الخطاط - محمد صيام 1968g

    الخطاط محمد صيام من فلسطين في زيارة استاذه سيدابراهيم عام 1968وكان زميلا للخطاط هاشم البغدادي في الدارسة بالمكتب من قبل

    الخطاط - محمد صيام 68904960
    أسامه صيام
    أسامه صيام
    عضو رائع
    عضو رائع


    عدد المساهمات : 678
    تاريخ التسجيل : 14/04/2010

    الخطاط - محمد صيام Empty أعماله

    مُساهمة من طرف أسامه صيام الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 - 5:27

    الخطاط - محمد صيام 80865005

    الخطاط - محمد صيام 97385561

    الخطاط - محمد صيام 41765937

    الخطاط - محمد صيام 40070560

    الخطاط - محمد صيام 67264699

    الخطاط - محمد صيام 58115094


    الخطاط - محمد صيام 94644507

    أسامه صيام
    أسامه صيام
    عضو رائع
    عضو رائع


    عدد المساهمات : 678
    تاريخ التسجيل : 14/04/2010

    الخطاط - محمد صيام Empty لمسة وفـاء للخطَّـاط والتَّربـوي المقدسي مُحمَّد صيـام

    مُساهمة من طرف أسامه صيام الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 - 5:35

    .لمسة وفـاء للخطَّـاط والتَّربـوي المقدسي مُحمَّد صيـام ,

    بقلم ابنته : د.عفـَاف صيـام


    السيرة الذاتية للخطاط محمد صيام

    ولادته :

    ولد محمد صيام في لفتا عند المدخل الغربي لمدينة القدس بفلسطين عام 1917، ويؤرخ ميلاده بحادثة تاريخية مميزة في حياة شعبنا الفلسطيني وذلك عند دخول الاستعمار البريطاني لفلسطين، وقيامه بمحاصرة المدينة المقدسة من منطقة رميما المعروفة باسم الشيخ بدر، يقول محمد صيام: "لقد تم إقامة نصب تذكاري أرّخ عليه هذا الحدث التاريخي، وفي تلك الليلة المشؤومة يقال بأنني ولدت، وذلك الحجر المنصوب في تلك البقعة من الديار الإسلامية هو شهادة ميلادي".



    دراسته :

    التحق في سن مبكر في مدرسة لفتا/ القدس الغربية، حيث تعلم القرآن الكريم واللغة العربية والحساب، ثم انتقل إلى مدرسة البقعة ودرس فيها لمدة أربع سنوات، ثم في مدرسة التمرين لمدة سنتين، ثم إلى المدرسة الرشيدية في القدس.شغف باللغة العربية وآدابها منذ نعومة أظفاره، وبالخط العربي بصورة خاصة فلقد اكتشفه الأستاذ الخطاط عبد القادر الشهابي الذي كان يدرّسه في المدرسة الرشيدية، وكان خطاطاً بارعاً لا يضاهيه أحد في فلسطين، وكان يعلم الخط العربي، فانتبه إلى فناننا وأعجب بخطه وبدأ برعايته وتشجيعه، وقال له: "إذا طوّرت نفسك فسوف يكون لك شائن كبير في المستقبل". يقول محمد صيام: "بقيتْ هذه النصيحة في ذهني ولم أدرك وقتها ما تنبأ به أستاذي الكريم".بعد أن أنهى دراسته في المدرسة الرشيدية انتقل إلى مدرسة تراسنطة بالقدس، حيث أراد والده أن يتقن اللغات الأجنبية التي كانت تدرّس في تلك المدرسة، درس فيها لمدة سنة واحدة وبالفعل أتقن عدة لغات.قام برحلة إلى بوليفيا بناء على طلب والده الذي كان يكره الهجرة من الوطن، فلقد ذهب شقيقة الأكبر حسني إلى بوليفيا وبقي هناك عند أخواله، لكن الوالد لم يرق له هذا فأرسل محمد صيام ابنه الأصغر لإعادة الأخ الأكبر حسني من بوليفيا، وبقي سنة هناك وأتقن اللغة الاسبانية. عاد بعدها وأرجع أخوه إلى أرض الوطن.



    تدريسه :

    تعيّن محمد صيام في سلك التعليم فدرّس في مدرسة لفتا لمدة أربع سنوات، وكانت مدرسة لفتا مدرسة مختلطة فيها الإناث والذكور، والجدير بالذكر هنا أن محمد صيام درّس في هذه المدرسة ابنة خاله مريم عمر عاقلة والتي أصبحت فيما بعد زوجته ورفيقة دربه.



    المرحلة الثانية من حياته :

    سافر محمد صيام إلى مصر سنة 1934، ودرس في دار العلوم المصرية، ومدرسة تحسين الخطوط الملكية في القاهرة، وتلقى هذا الفن على يد الخطاط الشهير الأستاذ سيد إبراهيم، وتعرف محمد صيام على أعلام الخط العربي، منهم نجيب هواويني ومحمد حسني ومحمود عبد الرازق ومحمد علي المكاوي والشيخ محمد عبد الرحمن ومحمود الشحات وغيرهم، وهم أساتذة كلية تحسين الخطوط في القاهرة، وقد منحه أستاذه سيد إبراهيم إجازة في الخط العربي، حيث كان عميداً لكلية تحسين الخطوط الملكية في القاهرة عام 1940.في نفس الوقت التحق محمد صيام بسلك التعليم، فكان يعمل ويدرُس اللغة العربية وآدابها والخط العربي، ثم انتقل إلى القدس بعد مدرسة لفتا، وفتح مكتباً له في القدس الغربية وبدأ يعمل، والجدير بالذكر أنه كتب اسم جريدة الاتحاد التي تصدر في حيفا وما زالت الجريدة اسمها مكتوب بخط يده منذ عام 1943، وتوقيعه ظاهر وواضح حتى إن الجريدة اعتبرته من المؤسسين واحتفلت به وكرّمته على ما اعتقد عام 1989.حصلت نكبة 1948 ولم يستطع أن يستمتع بالبيت الذي أكمل بناءه في القدس الغربية في شارع يافا في تلك الفترة، فأجبر على الرحيل، فانتقل إلى القدس الشرقية، وفتح مكتباً له في البلدة القديمة؛ باب خان الزيت خلف صيدلية الطزيز، واسم الحي عقبة البطيخ، وما زالت اللوحة التي تحمل اسمه موجودة على الحائط فوق مكتبه، وفي هذا المكتب بدأ بكتابة الأعمال الفنية التجارية من أختام وكليشهات وزنكوغراف ولوحات بأسماء أصحاب المهن كالأطباء والمحامين والمهندسين وغيرهم.عمل معلماً في المدرسة البكرية بالقدس، وبرع بالتدريس ثم عُيّن مديراً للمدرسة البكرية بالقدس، وعمل في نفس الوقت خبيراً لمضاهاة الخطوط وكان الخبير المعتمد لدى المحاكم في المملكة الأردنية الهاشمية، وبرع في هذا المجال حتى أصبح فيما بعد أكبر خبير خطوط في الشرق الأوسط، وتقريره لدى المحاكم هو القرار الفصل في القضية ولا ينازعه منازع في هذا المجال، فكان يقول أرى أشياء خفية لا يلاحظها الإنسان العادي، لكنه يلتقطها وبسرعة يلحظها فكان شديد الملاحظة وبنظرة ثاقبة والحمد لله لم يخفق في حياته قطّ، وكان دائماً ضميره مرتاحاً، وأنه لم يظلم أي إنسان أبداً، وكان حريصاً على إقامة العدل وإرجاع الحق لأصحابه مَهما حاول بعض ضعفاء النفوس. ومقولته دائماً أنه حالف يميناً بالله العلي العظيم بأن لا يُدخل قرشاً واحداً حراماً على بيته، يا له من إنسان شريف نظيف عفيف النفس، إنه إنسان عظيم يتمتع بخصال قلّما تجدها، وهذا ما رباه وغرسه فينا.

    له كتيب بعنوان: "مضاهاة الخطوط"، وهذا الكتاب يبحث في مضاهاة الخطوط والتواقيع والأختام والإجراءات التي يتخذها الخبير أثناء عملية الاستكتاب والمضاهاة وبيان النقاط الفنية التي يعتمد عليها في النفي والإثبات، وهو الخبير في مضاهاة الخطوط وخبير دوائر الأمن العام الأردنية السابقة، الطبعة الأولى سنة 1990 وطبعاً جميع الحقوق محفوظة للمؤلف.



    المرحلة الثالثة :

    في عام 1952 أصدر ستة أجزاء لتعليم خط الرقعة لطلبة المرحلة الابتدائية وأسماه كراس السهل، وهذه الكراسات يرشد فيها كيفية التدرّب على كيفية كتابة الأحرف مع الرسم، وكيفية استخدام القلم وما فوق السطر وما على السطر وما تحت السطر، ثم هناك ملاحظة هامة جداً أن يبدأ الطالب الكتابة في الكراس من أسفل الصفحة إلى الأعلى لتبقى عيني الطالب على ما كتبه محمد صيام ولا ينظر الطالب إلى ما كتبه هو في أسفل الصفحة حتى لا يكرر أخطاءه، وعندما يصل الطالب بالكتابة إلى الأعلى يجد فارقاً كبيراً في ما بدأ يكتب به وما وصل به، إنها نظرية تربوية اتّبعها محمد صيام لإتقان الخط.تأليف هذه الأجزاء الستة أخذت منه وقتاً وجهداً وتعباً فكان يبدأ بالعمل صباحاً في المدرسة، وبعد الظهر يبدأ العمل في الكراسات، ويبقى طيلة الليل يكتب بشكل متواصل من دون نوم، وكثيراً من المرات يبقى طيلة الليل إلى أن يبزغ الصباح فيبدأ نهاره ويزاول عمله كالمعتاد، وهو لم ينم لحظة واحدة والسيدة حرمه جالسة معه، تسهر معه وتؤمّن له كل أسباب الراحة.بعد أن أنهى العمل سافر إلى مصر وبالصدفة كان سفره يوم 23/7/1952 يوم الثورة المصرية وقيام الجمهورية وأمضى ثلاثة أشهر أنجز فيها كل أعماله إذ تحوّل عمله إلى كليشيهات جاهزة للطبع، وطبع الكراسات في المطبعة العصرية بالقدس وكان صاحب المطبعة انطون شكري لورنس وما زال له فندق لورنس الآن في القدس شارع صلاح الدين.ثم قررت وزارة التربية والتعليم الأردنية تدريس هذه الكراسات في مدارسها، لم يتوقف هذا الإنجاز فكان طموحه أكبر من ذلك، فكان يكتب اللوحات الفنية، وكان مديراً للمدرسة البكرية في القدس، مع عمله كخبير خطوط، بالإضافة إلى إعطاء المحاضرات في دور المعلمين والمعلمات والمعاهد العليا في جميع أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية، واعتبرته وزارة التربية والتعليم من الشخصيات الندرة أي من الشخصيات النادرة، فكان عليه كثير من المهام كُلّف بها، وعمله متواصل باللوحات الفنية، وبقي على هذه الحال من العمل المتواصل تربوياً وفنياً وكخبير خطوط.كان رحمه الله منظماً جداً في حياته ومع عائلته، وكان يعطي كل واحد من أولاده حقه من العناية والحب والعطاء، كما كان كذلك مع زملائه وطلابه يحيطهم بعنايته ورعايته، فقلبه كبير يتسع للجميع، وكل من يتعرف عليه يحبه ويحترمه ويقدرّه.أما السيدة الوالدة فكانت تقوم برعاية العائلة التي أصبحت ثلاثة بنات وولدين، وكانت توفّر كل أسباب الراحة في البيت.

    حلّت نكبة 67 وكان محمد صيام قبل الحرب مديراً للمدرسة العمرية بالقدس، وعندما حلّ الاحتلال رفض العمل مع الاحتلال والعودة إلى مدرسته، فاتفق مع زملائه من رجال التربية والتعليم على تأسيس مدارس خاصة بالقدس تدرّس المنهاج الأردني وبمساعدة الأوقاف الإسلامية بالقدس، واستلمت كل شخصية من هذه الشخصيات إدارة مدرسة من المدارس.أسس محمد صيام القسم الأكاديمي في دار الأيتام، وكان مديرها وعمل في هذه المدارس معلمون ومعلمات ممن لم يعملوا في مدارس القدس الحكومية، أو كما يقال مدارس بلدية القدس، واستوعبت المدارس هذه معظم طلاب القدس وضواحيها، واتسعت للإناث والذكور، ويُقدِّم الطلاب التوجيهي (الثانوية العامة) الأردني، وبهذا حافظوا على عروبة القدس.وواجه مدراء هذه المدارس قوات الاحتلال واستمروا بالعمل، والجدير بالذكر في هذه المرحلة أنه أَوقف العمل كخبير خطوط فالوضع تغيّر ولن يعمل مع محاكم الاحتلال.



    أعماله :

    عمل في سلك التربية والتعليم لمدة خمسين عاماً معلماً ومديراً في القدس، وضع عدة كراريس لتعليم الخط العربي: سلسلة كراس السهل، ثم كراس حدائق الخط العربي، وأقام عدة دورات، وألقى العديد من المحاضرات، كما أقام عدة معارض، وكتب كثيراً من اللوحات الفنية في جميع أنواع الخط العربي، إلى أن طلب التقاعد. والجدير بالذكر أنه طلب التقاعد ست مرات، ولكن دائماً كان يُجدد له إلى أن نال التقاعد، وتفرغ للخط العربي تماماً، وترك مضاهاة الخطوط إلا في بعض القضايا التي لم يستطع واجبه الوطني أن يرفضها خاصة أنها تتعلق بعقود تزوير في بيع الأراضي، وأثبت أن العقود مزورة، ودفع غاليا ثمن شهادته هذه إذ كانت هناك محاولة لقتله، وتم اقتحام البيت وسرقة محتوياته، وسُرقت كل ما تملكه السيدة حرمه من مصاغ، هذه الحادثة كانت عام 1989، وكتبتْ في حينها الصحف المحلية كثيراً عن الموضوع، ويعلم الجميع بهذه الحادثة التي ما زالت لغاية الآن يتحدث الناس عنها، والدافع هو الانتقام منه، لكن هذه الحادثة لم تثنه عن مبادئه وأهدافه، وزاول عمله كأن شيئا لم يحدث فوضع كتاباً في مضاهاة الخطوط.وكان من أهم أهدافه إنشاء مدرسة تحسين الخطوط على غرار المدرسة المصرية التي درس فيها، وكان له ما خطط له، فأقبل محبّو الخط العربي، وأخذ يدرّس عشّاق الخط العربي، وتخرّج على يديه العديد من الخطاطين الناشئين، وفتح مكتبه وبيته، وكانت السيدة حرمه أم هاني الداعم له، فكانت هي مديرة مكتبه، وهي تدير أمور الطلاب، كما أنها كانت المستشار الفني له، وكلما كان يجلس للكتابة تكون بجانبه مشاركة معه تراقبه وهو يخطّ كل حرف، وهنا أود أن أقول إنها كانت معه في كتابة كل حرف لم تفارقه لحظة واحدة، لم تكن مثل بقية النساء إطلاقاً، وتقوم بواجب كل من يذهب عندهم حتى إنني أتذكر السيد عميد جامعة النجاح في نابلس السيد قدري طوقان رحمه الله قال لها الجائزة الحقيقة يجب أن تكون لك لقد كانت بشوشة، وتستقبل وتحب الجميع، وكانت سيدة نشيطة جداً، رحم الله الوالدة فلقد توفيت سنة 2005، وحاولت كثيراً أن تساعد كل من يطلب منها أي طلب لتكمل المشوار من بعده.

    يلخص والدي محمد صيام بقوله: "كنت شغوفاً بقراءة القرآن الكريم، وانتقل هذا الشغف إلى خط هذا الكتاب العظيم، فكنت أنزع الورق الشفاف وأنقل الخط عن المصحف، وكانت النتيجة عظيمة، وتلاقي إعجاب الزملاء في المدرسة الرشيدية.في المدرسة كان الأستاذ عبد القادر الشهابي يشجعني ويأخذ بيدي وكان خطاطاً بارعاً لا يضاهيه أحد في فلسطين وقد قال لي إذا طورت نفسك فسوف يكون لك شأن في المستقبل".يقول محمد صيام: "عملت بوصية أستاذي وسافرت إلى مصر وتتلمذت على أيدي الأستاذ القدير سيد إبراهيم".

    ويردّ على سؤال كيف برزتَ كخطاط؟ فكانت إجابته: "عملتُ مدرساً للغة العربية التي أحبها بكل فروعها منذ عام 1938 في مدرسة لفتا لغاية 1938، ثم انتقلت إلى المدرسة البكرية بالقدس، ومكانها الآن جمعية الشبان المسيحية، وفيها قضيت 13 عاماً، وقد لمع اسمي آنذاك حتى إن مدير المعارف في حينها كلّفني بالتدريس في ثلاث مدارس سنة 1948، ثم واصلت العمل في حقل التعليم وعُينت مديراً للمدرسة البكرية، ثم العمرية بالقدس حتى عام 1967، ورفضتُ كافة الوظائف التي عُرضت عليّ بعد ذلك وما أكثرها".هنا أودّ أن أعلق وأؤكد ما قاله الوالد، حيث حضر إلى بيتنا مدير المتحف الإسرائيلي بالقدس، وعرض عليه العمل براتب كبير، فرفض والدي رفضاً قاطعاً، ثم طلب من والدي أن يتم عرض اللوحات الفنية مقابل مبالغ طائلة من المال، لكنه رفض، قال له ما رأيك أن نصور اللوحات ونعملها مايكروفيلم ونعرضها أيضاً، رفض ثم طلب أن يرى لوحة من لوحاته، فقال لنا الوالد احضروا لوحة واحدة، والجدير بالذكر أن اللوحات كانت مخبأة وكل لوحة مغطاة، تناولنا لوحة وكشفنا الغطاء عنها فإذا هي الآية الكريمة: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" إلى آخر الآية، ففوجئ المدير كيف خرجت لنا هذه اللوحة، ونحن لم نعرف أنها سوف تكون الجواب النهائي لهذه المساومة، والله على ما أقول شهيد، هذا ما حصل فخرج من البيت ولم نقدم له حتى فنجان قهوة.



    محمد صيام يروي رحلته مع الخط العربي :

    "الخط العربي يعني لي الهواء الذي أتنفسه، وكالدم يسري في عروقي هو الجمال الذي استمتع، هو الغذاء الذي أغذي به روحي، هو كل شيء بالنسبة لي، إنه موسيقى دائمة العزف في نفسي وقلبي".كان دائما يردد قول الخليفة العباسي المأمون حين قال: "إذا فاخرنا الفرس بفنونهم وحضارتهم فإننا نفاخرهم بكثرة ما لدينا من خطوط".قال محمد صيام عن الحرف العربي: "الخط العربي كائن حي وليس مجرد أشكال، أحسّ بأن حروفنا تتفاعل في نفس الإنسان، وتكاد تنطق، ويخيّل للفنان المتمكن بأن الحروف والكلمات تناجيه وتحدّثه، ولكل حرف انطباع معين هو ما يسمّيه الفنانون بالموسيقى الكامنة في هذا الشكل".ويقول محمد صيام العاشق الكبير للخط العربي: "إنني أتفاعل مع الحروف، وتتفاعل الحروف معي، أكاد أكلمها وتكاد تكلمني، فتراكيب الحروف والكلمات تخلق في نفسي انطباعاً يجعلني أتلذذ بالنظر إليها، وخاصة كلمة لفظ الجلالة: "الله"، فهي رغم صغرها فإن أسرارها عميقة وقاعدة كتابتها تختلف عن قواعد الكلمات الأخرى".

    أما البسملة فيقول محمد صيام: "حظيت البسملة بنصيب وافر من اهتمام وعناية الخطاطين على مر العصور، فكتبوها بأشكال وتراكيب مختلفة على هيئة الفواكه والطيور، ويعود ذلك إلى ما فيها من بركة وثواب وردت في أحاديث نبوية بهذا الخصوص، على هذا الأساس نرى في عصرنا هذا أن الدول الإسلامية قاطبة تتوج بها دوائرهم الرسمية وجميع ما يصدر عن دواوينهم ودوائرهم من شهادات وبراءات ووسائل وغيرها الأمر الذي جعلها موضع الاهتمام والعناية حتى إن عامة الناس في أيامنا هذه لا يكتبون صكاً أو عقداً أو حتى رسالة إلا وتتصدر البسملة كتاباتهم وأوراقهم، وهناك من يضع شارة خاصة في رأس الصفحة ورثوها عن الأتراك العثمانيين واصطلح على أنها رمز البسملة يستعيضون بها عن كتابتها".هناك بسملة مركبة بالثلث وضعها الخطاط مصطفى الراقم، وهناك بسملة بالثلث مع فراغين، وبسملة في شكل طغراء، وبسملة بالثلث الميمات والراءات خنجرية".

    قول محمد صيام: "اكتب المعاني العظيمة بخطوط عظيمة"ويقول: "إنني أتأمل اللوحة الخطية واستمتع بذلك وقد أناجيها، وربما أسمع ما يشبه الجواب على مناجاتي". علّق أحد الفنانين على هذه الأقوال وقال: إن هذا القول يدل على أنه فنان عملاق، ووصل إلى أعلى درجة في تفاعله مع فنه وإلى أي حد يكون فناء الفنان في فنه.كما ويشبه لوحاته بقوله: "أجمل أوقاتي هي أوقات الكتابة إذ أشعر بلذة تامة، وأتجاهل كل شيء وأنغمس تماماً في العمل، إنني أعيش بين أولادي، وهذا يزيد سعادتي"، أي أنه يشبه اللوحات مثل أولاده.ويقول محمد صيام ما قاله أجدادنا عن الخط العربي: "ويجمل الخط إذا اعتدلت أقسامه، وطالت ألفه ولامه، واستقامت سطوره، وضاهى صعوده حدوره، وتفتحت عيونه، ولم تشتبه راؤه ونونه وتساوت أطنابه، واستدارت أهدابه، وصغرت نواجذه، وانفتحت محاجره، وقام لكاتبه مقام النسبة والحلية، وخيل إليه أنه يتحرك وهو ساكن".إن محمد صيام على اطلاع واسع على المسيرة التاريخية لفن الخط العربي وله تاريخ حافل في الحنو على مقاييسه وانسجام حروفه وله كتاب رياض الخط العربي يتناول فيه تطوره منذ العصر العباسي.أما عن نشأة الخط العربي فيقول تعلم العرب فن كتابة الخط على أيدي الأنباط خلال رحلتي الصيف والشتاء للتجارة مارّين ببلاد الشام صيفاً ومصر شتاءً، وبحكم مرورهم بـ"البتراء" عاصمة الأنباط، واحتكاكهم بأهلها اقتبسوا منهم الحروف ومبادئ فن كتابة الخط، ولعل الخط الكوفي والخط الحجازي مقتبسان من الخط النبطي.واهتم العرب والمسلمون بتحسين الخطوط وتجويده حتى بلغ عدد الخطوط حوالي عشرين نوعاً أو ما يزيد مع نهاية الخلافة العثمانية.أما الخلفاء العثمانيون فاهتم بأمر الخط وخصوصاً في عهد السلطان عبد الحميد الذي أرسل واحداً من كبار الخطاطين الأتراك في ذلك العصر واسمه عبد الله الزهدي، وهو من أصل فلسطيني ومن مدينة نابلس، إلى المدينة المنورة لكتابة آيات قرآنية داخل المسجد النبوي الشريف، كما أرسل الخطاط محمد شفيق إلى مدينة القدس لكتابة سورة "يس" على قبة الصخرة من الخارج، وأرسل الخطاط يوسف رسا إلى مدينة دمشق لكتابة آيات قرآنية داخل المسجد الأموي .وعند عودة عبد الله الزهدي من المدينة مرّ بمصر فاستبقاه الخديوي إسماعيل وعيّنه مدرساً للخط العربي في المدرسة الخديوية في القاهرة ولما حصل الانقلاب في تركيا وتولى السلطة مصطفى كمال أتاتورك عمد إلى استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية، فنزح مشاهير الخطاطين من تركيا وارتحلوا إلى البلاد الإسلامية الأخرى، فحظيت مصر بالنصيب الأوفى فجاءها أعظم خطاطي ذلك العصر وأذكر منهم الحاج أحمد الكامل وعبد العزيز الرفاعي، كما ارتحل الخطاط يوسف رسا، وفي هذه الفترة أنشأ الملك فؤاد مدرسة تحسين الخطوط في القاهرة وعيّن فيها أولئك الذين نزحوا من تركيا.



    محمد صيام والمسجد الأقصى :

    يقول محمد صيام: "كنت أذهب إلى مسجد قبة الصخرة، وأمضي الساعات الطوال وأنا رافعاً رأسي أشاهد الخط على قبة الصخرة، إلى أن تؤلمني رقبتي ثم أعود وأرفع رأسي وأتابع"، ويقول: "أخذتْ مني وقتاً طويلاً سورة "يس" على قبة الصخرة وأنا أحدق فيها وأمتع النظر فيها، بالرغم من ألم رقبتي من طول النظر إلى الأعلى وفي كل مرة أعود".



    الكلمة والخط :

    سئل محمد صيام هل هناك علاقة بين الكلمة والصوت، فأجاب: "يعتقد بعض العلماء أن الألفاظ أُخذت من أصوات الأشياء، مثلا خرير الماء أو حفيف الشجر، الكلمة فيها صوت المعنى وصورة الصوت، إذا صح هذا التعبير".كما سئل هل من علاقة بين الكلمة والصورة، فيجيب: "الخطاط المتمكن يرى في شكل الكلمة معناها، إذ كانت الكتابة في بادئ الأمر تصويرية كما في الهيروغليفية والفينيقية التي أخذ منها الأنباط حروفهم".سئل أيضا عن أكثر الكلمات دلالة في ذهنك، فأجاب: "لفظة الجلالة "الله" فيها أسرار كتابية عميقة لا يجيد كتابتها إلا المتمكنون من هذا الفن، بحيث لو اختل توازن في ناحية بسيطة من هذه الكلمة لما أعطت الانطباع الذي ينشده الخطاط، وأنا أحكم على غيري من الخطاطين من كتابتهم لكلمة "الله" ففيها تظهر قوة وقدرة الخطاط في الكتابة، أضف إلى ذلك أن لها قاعدة خاصة تختلف عن قواعد الخط في جميع أنواع الخطوط".وقال عن الخط العربي أنه وسيلة للمعرفة ووسيلة للعبقرية الأمران معاً، وهو مظهر حضاري تقاس به حضارة الأمم، وفيه تتجلى عبقرية الفنان الذي يجد لذة كبيرة لدى النظر إلى هذا الفن وتأمله بما يحتوي من فنون تتفاعل فيها نفسه وروحه".أما عن علاقة الخط العربي وعلاقته بالفن التشكيلي، فيقول: "الخط العربي هو الأكثر ارتباطاً بالفنون؛ تشترك حواس الإنسان جميعها، فمن العين التي تنقل الجمال إلى أحاسيس الإنسان، وتدفع بها إلى أعماق النفس، وهو ينمّ ويكشف عن طباع كاتبه، ومواطن الجمال في الخط العربي كثيرة منها ما هو محسوس ومنها ما هو خفي، ومن علامات الجمال المحسوس أمور بعضها نطلق عليه استقامة الحروف العمودية توازي هذه المستقيمات تماثل الحروف مهما تكررت تماثل الكلمات والمقاطع مهما تكررت حسن التصرف في التركيب، أما الأشياء الخفية فلا يمكن وضعها بالألفاظ إنما هي أحاسيس وانطباعات يتأثر بها الإنسان ويشعر بنشوة، خاصة أنها انفعال أو تفاعل الخط مع مزاج هذا الإنسان".هنا يتوقف الإنسان كثيراً عند قراءة هذا التحليل النفسي ومعرفة خبايا النفوس وهذا يدل على تعمقه في معرفة النفس البشرية. وأنا أؤكد على قوة تحليله للنفس البشرية فكان يعرف كثيراً ما يريد أن يقوله أي شخص أمامه دون أن يقول كلمة واحدة فهل نسميها فراسة أو حدساً، لكن دون شك فهو يتمتع بذكاء خارق، وإنه سابق لعصره.

    أيد من دون تحفظ القول بأن الخط هو تجاوب رحماني بين الذهن والصورة.وسئل عن رأيه في تفسير وتسمية الأحرف العربية، فشبه شاعر تركي الحرف "لم الف" بأنه إنسان يستغيث وصادق على هذا الوصف، وأضاف محمد صيام بصحة هذا الكلام كما أن لكل حرف وصفاً، فقد شبه حرف الألف بغادة جميلة طرحت ذؤابتها للخلف، والهاء الوسطى "جهج" شبهت بأذن الفرس، وحرف العين سمي فم الثعبان وفم الأسد وفم الثعلب، وحرف النون شبه بالهلال، وحرف الهاء الأولى بعين الهرة، والكاف الأولى كل زنارية، وهكذا فلكل حرف صفة تشبيهية خاصة".ويتابع:"يمتاز الخط العربي بجمال حروفه وليونتها ومطاوعتها على التفنن والإبداع، حيث تتداخل حروفه ببعضها مما ينتج عن ذلك جمال ما بعده جمال، هذا من جهة ومن جهة أخرى تعدد الأنواع الأمر الذي يتيح للفنان العربي أن ينتج من هذه الحروف لوحات فنية.ومواطن الجمال في الخط العربي كثيرة أكثرها يتولد من انطباعات معينة يحس بها المتفحص وفي كثير من الأحيان لا يستطيع التعبير عن هذه الجماليات إلا بإحساسه.ولقد أعجب الغرب بحروفنا العربية لدرجة أنهم صاروا يستعملونها كزخارف دون معرفة قراءتها لمجرد جمالها فقط.ويؤكد بأن أهمية الخطوط العربية تنبع أولاً من القران الكريم، حيث اعتمد كافة الخطاطين على كتابة المصاحف الشريفة، هذا إلى جانب أنه وجه من وجوه حضارة العرب والإسلام، وتعد من أبرز ما خلفه لنا الأجداد من التراث إذ كانت للخطوط العربية قيمة كبيرة عند الخاصة والعامة على حد سواء دفعهم للتنافس على اقتناء اللوحات لمشاهير الخطاطين".ويسرد محمد صيام الحقائق التاريخية حول الخط العربي فيقول: "لقد كان الخط العربي في يوم من الأيام يربو على الثمانين نوعاً اختزلت فيما بعد إلى عشرين نوعاً أدمجت هذه العشرين بعضها ببعض فصارت ثمانية أنواع هي الكوفي، النسخي، الثلثي، الرياضي، الديواني، جلي الديواني، والفارسي، ولتقارب الخطوط بعضها من بعض لدرجة يصعب فيه تمييز نوع من الآخر.قام الفنانون وممن حملوا لواء الخط العربي بتنسيق هذه الخطوط وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي إلى ثمانية أنواع فقط".

    نصب محمد صيام رئيس الخطاطين بفلسطين كما ورد في سلسلة كتاب طبقات الخطاطين في فلسطين عام 1986. قام محمد صيام بتخطيط آيات قرآنية بخط الثلث المركب في مسجد الشريف حسين بن علي ببيت المقدس وبطول اريعين مترا. حاز على الجائزة الاولى في المسابقة التي اعدتها اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الاسلامي التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول تركيا وهذه المسابقة تقام مرة كل اربع سنوات تخليدا لاحد عظماء الخطاطين والمسابقة الاولى اقيمت تخليدا للخطاط حامد الآمدي.

    كرمه المغفور له جلالة الملك حسين كما كرمته دولة فلسطين بوسام القدس للثقافة والفنون الفلسطينية في مهرجان الثقافة الاول في القاهرة عام 1990. شارك في معظم معارض الخط العربي منذ عام 1955. اقامت جامعة بيت لحم معارض للخط العربي عامي 83 و84. وهنا اود ان اذكر ان جامعة بيت لحم باشراف الدكتور قسطندي الشوملي وتشجيع نائب الرئيس الاعلى للجامعة كانت مهتمة جدا بالخط العربي وتقيم معرض للخط العربي تم اصدار كتاب ضم تصوير اللوحات كما كتب نبذة عن حياة الخطاطين تنويها بخطهم واعتزازا بخطنا العربي الجميل وكتب محمد صيام في سجل الجامعة ما يلي " يسرني هذا الاهتمام بالخط العربي بعد ان اناخ عليه الدهر بكلكه في المدة الاخيرة وان هذا المجهود الضخم الذي قامت به جامعة بيت لحم يستحق كل شكر وثناء كما يسرني ان شاركت في عرض بعض اللوحات التي كتبتها في اوقات متباينة مرة اخرى اشكر جامعة بيت لحم والقائمين عليها وعلى اهتمامهم بهذا التراث العربي الجميل كتب هذا في 30/9/1983 كما القى محاضرة عن الخط العربي في هذا اليوم في



    الجامعة وكانت بطاقة الدعوة بالشكل الاتي :

    جامعة بيت لحم دائرة اللغة العربية تتشرف دائرة اللغة العربية في جامعة بيت لحم بدعوتكم لحضور محاضرة بعنوان الخط العربي انواعه وقواعده

    يلقيها الاستاذ والخطاط الكبير محمد صيام وذلك في تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الجمعة الوافق 30 ايلول 1983

    رأي محمد صيام في الخط الجديد، فيقول: "أنا أحذر أي خطاط من الهروب من صعوبة الخط التقليدي القديم واللجوء إلى الهوس ، احذر من التطوير الذي لا يأخذ التراث بعين الاعتبار".كما يقول: "لا أقبل تطويراً للخط العربي يعتمد على قواعد كتابة الحروف الأجنبية"، ويضيف: "ما يسميه الخطاطون المحدثون بالخط العصري لا أقبله فليس لهذا الخط قواعد معينة وإنما يتصرف الخطاط كيفما شاء بانحناءات لولبية لن تضفي شيئاً من الجمال على الخط العربي وإنما تعود به إلى الوراء، والخطوط الأجنبية أصلا ما هي إلا خطوط فنية هندسية ترسم بالمسطرة والقلم، أما الخط العربي فيمتاز بجمال حروفه وليونتها ومطاوعتها للتفنن والإبداع، حيث تتداخل حروفه بعضها ببعض فينتج عن ذلك جمال لا يضاهيه جمال وتعدد أنواع الخط العربي يتيح للفنان أن ينتج من هذه الحروف لوحات فنية راقية".لا يؤمن محمد صيام بإنصاف الخطاطين كما يرى بان هذا الفن مميز.ويقول بأن الخط العربي في فلسطين بالرغم من ظروف الاحتلال يعيش الخط العربي نهضة لا بأس بها حيث أصبح في فلسطين مجموعة من هواة الخط العربي يهتمون به ويتدربون وهذا يبشر بنهضة قوية للخط العربي في هذا الجزء من العالم .



    أدوات الخط العربي :

    سئل محمد صيام لماذا لا تستعمل الألوان في الخطوط، فأجاب: "استعمل اللونين الأسود والأبيض وأحياناً قليلة الذهبي، الألوان لا تمشي مع قلم البوص، كما أنني لا أعتقد أن الألوان يمكن أن تبرز جمال الخط؛ جمال الخط جمال ذاتي وليس بحاجة إلى أصباغ لإظهار جماله، ولا يوجد عندي أي فكرة أو ميل لعمل هذا الشيء"، أما "بالنسبة للأحبار هناك صعوبة كبيرة في الحصول على الحبر لعدم توفره محلياً يتم صنعه يدوياً ويحتاج إلى خبرة ومهارة، وعندما كنت في تركيا شكوت للمسؤولين في مركز الحفاظ على التراث الإسلامي من مشكلة الحبر، وقد أرسلوا لي كمية مع أحد الأصدقاء ولكن تمت مصادرتها على الجسر.ميزات الحبر الأصلي أنه لا يجف على سن القلم، سلس في الكتابة، ويبرز الزوايا والمناطق الدقيقة في الحروف، وكلما طال عليه الزمن على الورق زاد سواده بعكس الأحبار الموجودة في الأسواق.والحبر التركي الأصلي اسمه اسطنبولي، وقد كنا نجلبه من مصر من السيد محمد حسن التبريزي من منطقة الموسكي حيث كان عنده كل أدوات الخطاطين وأهمها:

    1- اقلام البوص ويسمى في مصر قلم البسط.

    2- الحبر الاسطنبولي

    3- الدواة لوضع الحبر ويوجد معها اشكال وانواع متعددة ويوضع في العادة قطع من الحرير البلدي في قاع الدواة ونسميه الليقة وهدفها امتصاص الحبر وعندما يغط الخطاط بوصته في الليقة تحمل حاجتها من الحبر لا اكثر ولا اقل.

    أما الآن فأنا أصنع القلم بنفسي، حيث أبري البوصة حسب قوانين متعارف عليها وتعتبر قطة القلم هامة جدا حيث توجد قطة مناسبة لكل نوع من الخطوط".

    كنت أتمنى بمعهد لتحسين الخط حالياً أدرب 17 طالباً وبعضهم أنهى ويعتاش من هذا الفن، وألاحظ اهتماماً متزايدا بالخط العربي من جمعيات ومؤسسات تقيم المعارض لهذا الغرض، ويزداد عدد المهتمين بتعلم هذا الفن ينتابني لذلك شعور بالفخر لدوري في هذا".

    يقول محمد صيام إن مستقبل الخط العربي في فلسطين إذا استمر الاحتلال فسيكون سيئاً خاصة لعدم وجود من يرعى هذا الفن الرفيع".

    محمد صيام يقول عن نفسه: "إنني لست عصبياً، قد أنفعل أحياناً، ولكني سرعان ما أهدأ، وأفضل الاعتزال عند الكتابة، أما أمنيتي في الحياة هي واحدة لا غير، السلام للبشرية جمعاء فالإنسان أخو الإنسان بغض النظر عن الدين والعقيدة".

    يعتقد الإنسان أن محمد صيام يعيش في عزلة عن الحياة والانتفاضة والهم الفلسطيني، لكن إذا أمعنت النظر في لوحاته تجد أن اختياره للاقتباسات الشهيرة من القرآن الكريم والتراث الإسلامي والشعر العربي تجد أن خياراته تعكس التحولات النفسية للفنان، وترى لوحة: "واصبر على ما أصابك"، التي كتبها خلال الانتفاضة سنة 87، ولوحة: "وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة تدق" للشاعر أحمد شوقي، كما أن هناك لوحة: "وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي"، يقول محمد صيام: "إنني أعيش في صميم السياسة؛ اللوحة مرآة نفسي أكتب أحياناً وأنا غاضب: إن ذلك لا يُشرح باللفظ بل بالإحساس باللوحة والحرف.

    أما عن حبه للقدس فلا يوصف، فهي تجري في دمه وفي روحه بل وأوصى أن يدفن في القدس.

    كان يقول عن نفسه: "كاتب كلام الله"، وهذا ما كتبه لتوضع على شاهد قبره، قال: "سأكتب على شاهد قبري: كاتب كلام الله".

    والجدير بالذكر أنه أهدى الرئيس الشهيد ياسر عرفات لوحات ثلاث، وكتب الإهداء بخط يده، أما اللوحات الأولى: الفاتحة والثانية: "فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم" إلى بقية الآية الكريمة، أما اللوحة الثالثة فهي: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون".

    يكن محمد صيام الحب والاحترام إلى السيدة زوجته التي وقفت بجانبه كرمها بأن أهدى كتابه رياض الخط العربي إليها عرفاناً بجميلها ووفائها، وقال في الإهداء "إلى شريكة حياتي إلى رفيقة دربي إلى مثال الوفاء والإخلاص إلى أم هاني أهدي هذا الكتاب".
    أسامه صيام
    أسامه صيام
    عضو رائع
    عضو رائع


    عدد المساهمات : 678
    تاريخ التسجيل : 14/04/2010

    الخطاط - محمد صيام Empty صيام = عائلة من الخطاطين

    مُساهمة من طرف أسامه صيام الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 - 5:38

    صيام = عائلة من الخطاطين
    صيام فلسطين .. أحد اعظم خطاطيها أيضا (1335 هـ – 1917 م) - (1411 هـ -1991 م)
    ولد الخطاط محمد بن صالح بن حسن صيام في حدود عام 1335هـ / 1917 م في قرية لفتا من قرى مدينة القدس. دخل

    الكتاب في سن مبكرة، ثم التحق بالمدارس النظامية عام 1339هـ / 1920م، فدرس في مدرسة البقعة مدة أربع سنوات. اتبعها

    بدراسة سنتين في مدرسة التمرين، ثم سنتين أخريين في المدرسة الرشيدية بالقدس، ثم سنة واحدة في كلية تراسنطة، قام بعدها

    عام 1348هـ/ 1929م برحلة إلى بوليفيا لزيارة أقاربه لمدة عام حيث تعلم خلالها اللغة الأسبانية، ثم عاد ليعين في سلك

    التدريس، فدرّس في مدرسة قريته مدة أربع سنوات من عام 1353 – 1357هـ /1932 – 1938 م. ثم انتقل إلى المدرسة

    البكرية في القدس، وقد لمع اسمه آنذاك كمدرس بارع، فأوكل إليه التدريس في ثلاث مدارس أخرى في آن واحد إلى أن نشبت

    حرب عام 1948م، حيث أجبر على ترك بلدته والتجأ إلى القسم الشرقي من مدينة القدس. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عين

    مدرساً ثم مديراً لعدد من المدارس الحكومية في مدينة القدس إلى أن نشبت حرب عام 1967م، وعلى إثر احتلال فلسطين، قرر

    عدم العمل في المدارس الحكومية التابعة لسيطرة الاحتلال، فقام مع عدد من رجالات العلم في بيت المقدس بافتتاح القسم الأكاديمي

    في مدرسة دار الأيتام الصناعية بالقدس حيث عين مديراً لها إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 1403هـ/ 1983م.
    الخطاط محمد صيام * رحلته مع الخط العربي ...

    بدأ الخطاط محمد صيام مشواره الفني مع الخط مقلداً ومحاكياً لمصحف الحافظ عثمان وكتابات الخطاط شفيق التي تزين قبة

    الصخرة المشرفة، ثم تعرف خلال دراسته في المدرسة الرشيدية إلى خطاط فلسطين الأول المرحوم عبد القادر الشهابي الذي

    درس الخط في استانبول على الخطاط محمد عزت. فشجعه وقدم له النصح والإرشاد، ثم حثه على متابعة دراسته في مصر. ففي

    عام 1356هـ/ 1937م سافر إلى القاهرة، وتعرف إلى الخطاط المصري الشهير سيد إبراهيم فقدم له بعض كتاباته فأعجب بها

    أيما إعجاب. احتضنه الأستاذ سيد إبراهيم وفتح له بيته ومرسمه لينهل من علمه وفنه، فكان يزوره كل عام خلال إجازاته

    المدرسية الصيفية، أو كلما سمح له وقته بذلك، إلى أن أجازه أستاذه قبيل عام 1368هـ/ 1948م.
    افتتح على أثرها مكتباً للخط في مدينة القدس، زاول فيه أعمال الخط الفنية والتجارية، ثم أصبح خبيراً معتمداً لدى المحاكم

    النظامية والشرعية في مضاهاة الخطوط. وفي عام 1372هـ / 1952م أصدر "الكراس السهل" وهي سلسة كراسات في خط

    الرقعة للمرحلة الابتدائية وعددها (6) كراسات، طبق تدريسها إلزامياً في مدارس فلسطين العمومية والخاصة، أتبعها عام 1390

    هـ /1970 م بكراسة خطية للمرحة الإعدادية أسماها (حدائق الخط العربي).
    بعد إحالته إلى التقاعد عام 1403/1983م افتتح في مرسمه دورات خطية، خرجت عدداً من الخطاطين الناشئين نال بعضهم

    جوائز تقديرية محلية وعالمية.
    في عام 1410هـ/ 1990 م، صدر كتابه (رياض الخط العربي) متضمناً معظم أعماله الخطية، وكذلك صدر له في نفس العام

    كتاب في مضاهاة الخطوط ضمنه عصارة تجاربه التي جاوزت نصف القرن، وله كتاب في قواعد اللغة العربية وكراسة في خط

    التعليق مازالا مخطوطين.
    كتب في حياته الكثير من الكتابات التذكارية على الأضرحة والمقامات والمساجد منها: النصب التذكاري للشاعر عبد الرحيم

    محمود في الناصرة، مسجد الخلفاء الراشدين في مدينة البيرة.
    وأشرف على إصلاح كتابات المسجد الأقصى بعد حريقه، بالإضافة إلى كتابة مئات اللوحات الفنية الرائعة بأنواع الخطوط العربية

    المختلفة، وقد كان رحمه الله يحلم بإنشاء مدرسة لتحسين الخطوط في فلسطين على غرار مدراس تحسين الخطوط العربية في

    القاهرة.
    * الجوائز التي حاز عليها ...
    نال الكثير من الجوائز التقديرية والمكافآت والأوسمة منها: جائزة مهرجان عجلون الفني عام 1380هـ/ 1960م، والجائزة

    التقديرية في مسابقة الخط الدولية الأولى باستانبول عام 1406هـ / 1986 المعروفة باسم مسابقة الخطاط حامد الآمدي (في تقليد

    أعمال الخطاط حامد الآمدي في خط الديواني الجلي). ثم منح الجائزة التقديرية الأولى من قبل مؤتمر القدس العالمي للتراث

    الشعبي الفلسطيني عام 1407هـ / 1987م، وأخيراً منح وسام فلسطين للفنون في مهرجان أقيم في مدينة القاهرة عام 1410هـ

    / 1990م.
    أسامه صيام
    أسامه صيام
    عضو رائع
    عضو رائع


    عدد المساهمات : 678
    تاريخ التسجيل : 14/04/2010

    الخطاط - محمد صيام Empty أديب طه يشيد بتفوق الأتراك في الخط العربي

    مُساهمة من طرف أسامه صيام الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 - 5:40

    أديب طه يشيد بتفوق الأتراك في الخط العربي
    اثار الخطاط الفنان الفلسطينى اديب طه، اسى وشجون المشاركين في لقاء بنادي الصحافة المقدسي، في فندق ليغاسي بالقدس،

    برعاية البروفسور امين سعود حباس،
    بتشخيصه لواقع الخط العربي في فلسطين والخطر المحدق به، بسبب عدم الاهتمام الكافي والمناسب به في المدارس والمراكز

    التعليمية. وقال طه ان الخط العربي في خطر حقيقي وخاصة في فلسطين لغياب جمعيات الخط العربي المنتشرة في العالم العربي

    والاسلامي والتي تعمل عل تحسين الخط لدى تلاميذ المدارس لتكون خطوطهم مقبولة ومقروءة. واستعرض تجربته الخاصة مع

    الخط العربي التي تفتحت منذ كان في الصف الرابع الابتدائي على يد مدرس اللغة العربية ثم انطلق لتعلم فنون واصول الخط

    العربي على يد شيخ الخطاطين الفلسطينيين محمد صيام الى ان وصل الى مدرسة دار الايتام الاسلامية من خلال دار الخط

    العربي لصاحبها عبدالله العزة الذي علمّه بعض انواع الخطوط مثل الرقعة والديواني والفارسي والنسخ . وسافر الى الاردن ليلتقي

    مع جمعية محبي الخط العربي وجمعية الخطاطين الاردنيين في الزرقاء ليصبح ممثلا عن فلسطين فيها. وفيما بعد تواصل مع

    جمعية الخط العربي في الجامعة الاردنية وشارك في تعليم دورات في جامعة القدس المفتوحة ودار الطفل العربي وكلية الطيرة في

    رام الله وغيرها . واوضح طه ان هدفه كان وما زال في توصيل فكرة للناس مفادها، "اين انتم من الخط العربي فهو يقوم بغرس

    البذرة، وعلى الاخرين العناية بها ورعايتها حتى تنمو وتكبر وتؤتي أكلها".
    واضاف انه وجد طلابا ومهتمين كثيرين تتلمذوا على يديه واصبحوا على دراية كافية بالخط العربي . وارجع سوء كتابة الخط

    العربي لدى كثيرين الى معلمي المدارس الذين يجب ان يكونوا صارمين وحازمين مع التلامذة من اصحاب الخطوط الرديئة

    وعليهم توجيههم وتصويبهم اولا بأول وارشادهم الى القواعد الصحيحة في الكتابة بخطوط جيدة وحسنة ومقروءة بوضوح .

    وتطرق الى فكرة تمييز الخطوط بعد ان اشار الى ظاهرة غريبة وهي تشابه خطوط الفتيات اجمالا مشيرا الى العوامل والحالات

    النفسية للطلاب والبشر عموما وانعكاسها على طبيعة خطوطهم مستعينا بمقولة للخطاط التركي الشقليدي " الخط هندسة روحانية

    ظهرت بآلة جسمانية ان جودّت قلمك جودّت خطك" ورأى ان الحلول لتحسين الخط العربي لدى المعلمين تكمن في التعلم

    والممارسة والاسترشاد بالكراسات المتخصصة والمشاركة في دورات الخط العربي المكثفة، التي تساهم في تنمية المواهب، ملمحا

    الى كراس الخطاط العراقي يوسف دنون المفيد في هذا المجال. وبعد ان اشار الى انه يملك اكبر مكتبة خط عربي في فلسطين بعد

    الخطاط عبدالله العزة، اشاد بتفوق الاتراك في مجال الخط العربي واستذكر مقولة " نزل القرآن في مكة وكتب في تركيا وقرئ في

    مصر" . وعن جمالية الخط العربي الذي ساعده في ذلك الايات القرآنية التي وظفت في اضفاء هالة جمالية رائعة على فن العمارة

    الاسلامية لدرجة دفعت احد المستشرقين الى القول " اذا سبقنا المسلمون في شيء فقد سبقونا بالخط العربي" .
    أسامه صيام
    أسامه صيام
    عضو رائع
    عضو رائع


    عدد المساهمات : 678
    تاريخ التسجيل : 14/04/2010

    الخطاط - محمد صيام Empty الخطاط / محمد صيام

    مُساهمة من طرف أسامه صيام الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 - 5:43

    الخطاط / محمد صيام
    (1335 هـ – 1917 م) - (1411 هـ -1991 م)

    ولد الخطاط محمد بن صالح بن حسن صيام في حدود عام 1335هـ / 1917 م في قرية لفتا من قرى مدينة القدس. دخل

    الكتاب في سن مبكرة، ثم التحق بالمدارس النظامية عام 1339هـ / 1920م، فدرس في مدرسة البقعة مدة أربع سنوات. اتبعها

    بدراسة سنتين في مدرسة التمرين، ثم سنتين أخريين في المدرسة الرشيدية بالقدس، ثم سنة واحدة في كلية تراسنطة، قام بعدها

    عام 1348هـ/ 1929م برحلة إلى بوليفيا لزيارة أقاربه لمدة عام حيث تعلم خلالها اللغة الأسبانية، ثم عاد ليعين في سلك

    التدريس، فدرّس في مدرسة قريته مدة أربع سنوات من عام 1353 – 1357هـ /1932 – 1938 م. ثم انتقل إلى المدرسة

    البكرية في القدس، وقد لمع اسمه آنذاك كمدرس بارع، فأوكل إليه التدريس في ثلاث مدارس أخرى في آن واحد إلى أن نشبت

    حرب عام 1948م، حيث أجبر على ترك بلدته والتجأ إلى القسم الشرقي من مدينة القدس. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عين

    مدرساً ثم مديراً لعدد من المدارس الحكومية في مدينة القدس إلى أن نشبت حرب عام 1967م، وعلى إثر احتلال فلسطين، قرر

    عدم العمل في المدارس الحكومية التابعة لسيطرة الاحتلال، فقام مع عدد من رجالات العلم في بيت المقدس بافتتاح القسم الأكاديمي

    في مدرسة دار الأيتام الصناعية بالقدس حيث عين مديراً لها إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 1403هـ/ 1983م.
    * رحلته مع الخط العربي ...
    بدأ الخطاط محمد صيام مشواره الفني مع الخط مقلداً ومحاكياً لمصحف الحافظ عثمان وكتابات الخطاط شفيق التي تزين قبة

    الصخرة المشرفة، ثم تعرف خلال دراسته في المدرسة الرشيدية إلى خطاط فلسطين الأول المرحوم عبد القادر الشهابي الذي

    درس الخط في استانبول على الخطاط محمد عزت. فشجعه وقدم له النصح والإرشاد، ثم حثه على متابعة دراسته في مصر. ففي

    عام 1356هـ/ 1937م سافر إلى القاهرة، وتعرف إلى الخطاط المصري الشهير سيد إبراهيم فقدم له بعض كتاباته فأعجب بها

    أيما إعجاب. احتضنه الأستاذ سيد إبراهيم وفتح له بيته ومرسمه لينهل من علمه وفنه، فكان يزوره كل عام خلال إجازاته

    المدرسية الصيفية، أو كلما سمح له وقته بذلك، إلى أن أجازه أستاذه قبيل عام 1368هـ/ 1948م.
    افتتح على أثرها مكتباً للخط في مدينة القدس، زاول فيه أعمال الخط الفنية والتجارية، ثم أصبح خبيراً معتمداً لدى المحاكم

    النظامية والشرعية في مضاهاة الخطوط. وفي عام 1372هـ / 1952م أصدر "الكراس السهل" وهي سلسة كراسات في خط

    الرقعة للمرحلة الابتدائية وعددها (6) كراسات، طبق تدريسها إلزامياً في مدارس فلسطين العمومية والخاصة، أتبعها عام 1390

    هـ /1970 م بكراسة خطية للمرحة الإعدادية أسماها (حدائق الخط العربي).
    بعد إحالته إلى التقاعد عام 1403/1983م افتتح في مرسمه دورات خطية، خرجت عدداً من الخطاطين الناشئين نال بعضهم

    جوائز تقديرية محلية وعالمية.
    في عام 1410هـ/ 1990 م، صدر كتابه (رياض الخط العربي) متضمناً معظم أعماله الخطية، وكذلك صدر له في نفس العام

    كتاب في مضاهاة الخطوط ضمنه عصارة تجاربه التي جاوزت نصف القرن، وله كتاب في قواعد اللغة العربية وكراسة في خط

    التعليق مازالا مخطوطين.
    كتب في حياته الكثير من الكتابات التذكارية على الأضرحة والمقامات والمساجد منها: النصب التذكاري للشاعر عبد الرحيم

    محمود في الناصرة، مسجد الخلفاء الراشدين في مدينة البيرة.
    وأشرف على إصلاح كتابات المسجد الأقصى بعد حريقه، بالإضافة إلى كتابة مئات اللوحات الفنية الرائعة بأنواع الخطوط العربية

    المختلفة، وقد كان رحمه الله يحلم بإنشاء مدرسة لتحسين الخطوط في فلسطين على غرار مدراس تحسين الخطوط العربية في

    القاهرة.
    * الجوائز التي حاز عليها ...
    نال الكثير من الجوائز التقديرية والمكافآت والأوسمة منها: جائزة مهرجان عجلون الفني عام 1380هـ/ 1960م، والجائزة

    التقديرية في مسابقة الخط الدولية الأولى باستانبول عام 1406هـ / 1986 المعروفة باسم مسابقة الخطاط حامد الآمدي (في تقليد

    أعمال الخطاط حامد الآمدي في خط الديواني الجلي). ثم منح الجائزة التقديرية الأولى من قبل مؤتمر القدس العالمي للتراث

    الشعبي الفلسطيني عام 1407هـ / 1987م، وأخيراً منح وسام فلسطين للفنون في مهرجان أقيم في مدينة القاهرة عام 1410هـ

    / 1990م.
    *تلاميذه ...
    خلف الأستاذ محمد صيام العديد من التلاميذ في الضفة الغربية وفلسطين الداخل (1948) ولكن أهم طلابه:
    المحامي والخبير في مضاهاة الخطوط في المحاكم الخطاط عبد الله العزة وقد حصل على الجائزة التشجيعية في الخط الديواني في

    مسابقة الخط الدولية الثانية – أرسيكا- استانبول عام 1989، ود. موسى خوري، والخطاط عبد الرحمن حامد، والخطاط عبد

    الناصر الشيخ قاسم، والخطاط يوسف زواهرة، والخطاط أحمد الشويكي، والخطاط سعيد النهري.
    * الخطوط التي أجادها ...
    لقد أجاد الأستاذ محمد صيام وكتب بكافة الخطوط العربية ما عدا الكوفي الذي لم يكتب به أبداً مع تفديره له وإعجابه به وبأساتذته
    * مثله الأعلى من الخطاطين ...
    (عرباً: سيد إبراهيم، ومحمد المكاوي، ونجيب هواويني، وعبد الرازق عوض...وغيرهم ممن أجاد في هذا الفن). (أتراكاً: راقم،

    وسامي، وشوقي، ونظيف، والشيخ عزيز الرفاعي.. وغيرهم ممن أجاد).
    * اللوحات التي كان يحبها ...
    كل لوحاته عزيزة عليه... لم يقم ببيع أية لوحة له... وكان يهدي المساجد بعضاً من لوحاته، وبعض المقربين من أصدقائه).
    * معارضه ...
    أقام الأستاذ العديد من المعارض منها معرض الخط العربي الثالث في جامعة بيت لحم عام 1983، وقد أقام له تلاميذه معرضاً

    بعد وفاته عام 1991.
    * وفاته ...
    انتقل إلى رحمة ربه مساء يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر رجب عام 1411هـ الموافق الثلاثين من شهر كانون الثاني عام

    1991م اثر نوبة قلبية حادة ثم دفن في مقبرة باب الساهرة بالقدس الشريف في مكان مجاور لضريح مؤرخ مدينة القدس المرحوم

    عارف العارف.


    * ما قاله تلاميذه عنه في معرض الوفاء له سنة 1991 ...
    ** محمد صيام "الإنسان والفنان":
    في صيف عام 1983، أقيم معرض للخط العربي في جامعة بيت لحم في الذكرى العاشرة لتأسيسها، فقمت بتصوير جميع اللوحات

    المشاركة في هذا المعرض، حيث ظهرت في كتاب شامل صدر عن الجامعة – كان للمرحوم محمد صيام النصيب الأكبر من هذه

    اللوحات –
    بعيد المعرض، قمت بزيارته في بيته وأهديته نسخة من صور لوحاته، وعرضت عليه بعضاً من خطوطي، فرحب بي أشد

    ترحيب للتتلمذ على يديه، بدأت بزيارته في مرسمه كل يوم تقريباً، أنهل من علمه وفنه، حتى أني ما زلت أحتفظ بأول أوراق

    التمارين التي زينها بتصويباته، فكانت له نظرة الفنان المبدع والأستاذ المتمكن من دقائق الأسرار في هذا الفن، أحرزت من التقدم

    في هذا الفن بسبب توجيهاته في مدة وجيزة أكثر مما كنت قد حققته خلال عشر سنين من التدريب الذاتي والمحاكاة.
    بعد مدة من التدريب المنتظم جاوزت نصف العام اقترحت عليه إقامة دورة موسعة لعشاق هذا الفن – حيث كنت أول طالب ينهل

    من فنه ويتدرب على يديه بشكل منتظم – فرحب بذلك أعظم ترحيب، انتظمت الدورة مرة كل أسبوع إلى آخر أيامه – رحمه الله

    – فتخرج العديد من الطلاب على يديه ممن يعول عليهم حمل الراية من بعده. كانت حصة الدرس أشبه ما تكون بندوة فنية أدبية،

    لم يكن – رحمه الله – يكتفي بتبيان النواحي الجمالية والفنية في أشكال وتراكيب حروف الآيات القرآنية التي كان يخطها لنا على

    السبورة لمحاكاتها والتدرب عليها بخط الثلث وغيره من أنواع الخطوط الأخرى، بل كان يحرص كل الحرص على تبيان مواطن

    الجمال في لغة هذه الآيات، فكانت حصة الدرس منتدى أدبياً في النحو والبلاغة والبيان، لقد ساعد طول باعه في هذه المواضيع

    في إثراء دورات الخط بشكل متميز.
    كان – رحمه الله – خفيف الظل، حسن المعشر، كثير الدعابة مع طلابه، يلاطفهم ويمازحهم، وكأنه أحد أترابهم، كان يعاملنا

    باحترام شديد ويقدر فينا مواهبنا، ونحن نكن له كل المحبة والتقدير ونجل علاقة الأستاذية نحوه.
    كان متواضعاً يحب فينا التواضع، كريماً نحونا، لم يبخل علينا يوماً في معلومة من علومه أو سر من أسرار الكتابة الخطية، لم

    يبخل علينا أبداً في مرجع من المراجع الخطية التي تعمر مكتبته، وكان شعاره أبداً قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – "كاتم

    العلم ملعون". لم يبخل أبداً في علم مهما عظم، فقد كان مكتب وبيته مفتوحين على الدوام لكل صاحب موهبة أو اهتمام. كان مكتبه

    بمثابة نواة لمدرسة متخصصة في فنون الخط العربي، تلك المدرسة التي طالما كانت حلماً يراوده ويعمل جاهداً على تحقيقه.
    لقد بلغ مدى حبه لتلاميذه وتقديره لكتاباتهم إن كان ينعتهم بأسماء عظام الخطاطين، فمن يتقن الخط الديواني ينعته بمصطفى

    غزلان، ومن يتقن الرقعة ينعته بمحمد عزت أو عبد الرازق عوض، ومن يتقن الثلث ينعته بمصطفى الراقم أو سامي أفندي أو

    حليم ... وهكذا، مما يشيع في نفس الطالب الأمل والإصرار على التقدم والتطور.
    كانت فرحته عظيمة عندما حصل اثنين من طلابه على جوائز تشجيعية في مسابقة الخط الدولية الثانية في استانبول عام 1989،

    فحمد الله كثيراً على أن البذرة التي زرعها فينا قد نمت وترعرعت.

    الخطاط عبد الله العزة/ دار الخط العربي

    ** كلمة عهد ووفاء:
    سبحان الذي علّم بالقلم، وعظّمه لدرجة القسم. فقال: "ن والقلم وما يسطرون". فطوبى لمن عرف للقلم سر خباياه، وطوبى لك يا

    أبا هاني، ولمن تبع نهجك وسار على طريق السلف الصالح من أجدادنا المبدعين.
    لقد غمرني الله بفضله، وعرفني على أستاذنا الحاج محمد صيام، فربطتنا بحكم الزمالة أواصر صداقة حميمة. لم يبخل عليّ من

    خلالها بالتوجيه والنصيحة والعناية رغم بُعد المسافة بيننا. فكرم أخلاق الأستاذ وطيبته أزاحت هذه المسافات، فكنت واحداً ممن

    عشق فنه وتابع أخباره.
    فكلمة وفاء وحب لذكرى هذا الإنسان المبدع الذي كان الصحوة في بلادنا لهذا الفن الراقي.
    إن الناظر والدارس لما خطه يراعه يشهد له شهادة حق بعلو شأنه في هذا المجال، وما آثاره إلاّ صورة مصغرة من صور الإبداع

    الذي نعتز به نحن العرب. حيث استطاع امتلاك زمام الخطاط العربي وإغناء المكتبة الفلسطينية والعربية وتراثنا العربي

    والإسلامي بلوحات رائعة، كانت وستبقى مرجعاً لكل محب لهذا الفن العريق من الأجيال القادمة.
    لقد جمع في لوحاته جمال التركيب وقوة الحرف ووضوح المعنى، وحافظ على الصورة الكلاسيكية للخط العربي الذي تعودنا أن

    نراها في آثار أجدادنا المبدعين، وقد رفض رفضاً تاماً كل التأثيرات الخارجية الطارئة على الخط العربي، ولم يحاول أن ينجرف

    مع تيارها.
    والمتمعن في لوحاته يرى أن المرحوم لم يتقيد في لوحاته بميزان الحرف، مثبتاً أن الخط العربي لا تحكمه المساحات والموازين،

    ولكن ما يحكمه هو الجمال، وبالمقارنة مع ما كتبه المرحوم في فترات متفاوتة من عمره الفني، فإنه استطاع أن يجمع القوى

    والوضوح في شبابه وركز على جمالية الحرف ومعناه، وبالنسبة لما خطه في أواخر حياته، فترى أنه جمع كمال اللوحة من

    الناحية التركيبية والتقنية، وعامل السن قد أثّر تأثيراً إيجابياً في هذا الكمال الحسي والروحي للوحات، والذي جعل المرحوم موضع

    التكريم فلسطينياً وعالمياً كونه من طائفة الخطاطين الذين سطروا صفحات مشرقة في تاريخ الخط، وبفضلهم تم بعث الخط في

    بلادنا من جديد.
    هذا إن دل على شيء، فإنّما يدل على أصالة أستاذنا وصفاء فكره وسمو عبقريته، ونحن نجدد العهد لك على السير على هذا

    الدرب وحمل الراية.

    الخطاط/ سعيد النهري

    **محمد صيام والعمل خارج الدوزان:
    مهما قيل في الغرفة التي بناها الطيب صالح "مصطفى سعيد" في رواية موسم الهجرة إلى الشمال، فستبقى عندي المكان الذي

    يختلي فيه المبدع ليخرج عن الدوزان العام لذبذبات الذاكرة الجماعية؛ لأن الإبداع خارج هذا الدوزان أسهل بكثير من الإبداع

    داخله. حتى يتحقق الخروج من هذا الدوزان، لابد من سابقة التواجد داخله، والخروج لا يعني بالضرورة الانسلاخ، إنه استبطان

    من نوع خاص يتبعه انبثاق محمل بذبذبات الذاكرة الجماعية وغير محمول عليها.
    لم يحقق محمد صيام ما حققه لولا خروجه من هذا الدوزان، لقد كان مبدعاً في كل ما كتب، أصيلاً في كل ما أبدع.

    الخطاط/ موسى خوري

    ** الأستاذ الخطاط محمد صيام:
    خطاط بارع، محنك، محب لفنه، أمين فيه، تعرفت إليه في صيف عام 1984 عندما كنت هاوياً للخط العربي ملماً ببعض قواعده،

    وقد أحبني من أول لقاء، وارتاحت نفسه لي.
    تدربت على قواعد الخط العربي تحت إشرافه مدة تزيد على الخمس سنوات، كان خلالها يشجعني باستمرار، ويجيب عن كل

    أسئلتي واستفساراتي حول قواعد الخط العربي وطريقة كتابة بعض الحروف والكلمات والتراكيب.
    كان رحمه الله حريصاً على حضور التلاميذ لدروسه، وقد كان يحزن عندما يتغيب بعض الطلاب عن دروسه، ولا سيما النجباء

    منهم، وكان يفكر في إنشاء جمعية تضم الخطاطين وتجمع شملهم لخلق روح المنافسة الشريفة بين الخطاطين الناشئين من أجل

    الارتقاء والسمو بهذا الفن الجميل.
    إنني أكن كل التقدير لهذا الخطاط البارع، واعترف بفضله الكبير عليّ، وقد كان لتوجيهاته وإرشاداته الأثر الكبير على تقدمي في

    الكتابة.
    لقد بلغ الأستاذ محمد صيام في الخط العربي منزلة عالية، وأعماله ولوحاته تنطق بذلك، فكانت وفاته وهو في قمة الإبداع.
    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يجزل له العطاء، إنه أكرم مسؤول وأعظم مأمول.

    الخطاط عبد الناصر الشيخ قاسم
    أسامه صيام
    أسامه صيام
    عضو رائع
    عضو رائع


    عدد المساهمات : 678
    تاريخ التسجيل : 14/04/2010

    الخطاط - محمد صيام Empty القسم الأول من الكراس السهل: للخطاط محمد صيام

    مُساهمة من طرف أسامه صيام الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 - 5:49

    القسم الأول من الكراس السهل: للخطاط محمد صيام



    الخطاط الفلسطيني
    محمد صيام
    (1917-1991 م)

    ولد الخطاط محمد بن صالح بن حسن صيام في 17 كانون الأول من عام 1917 م
    في قرية لفتا/ حي الشيخ بدر من قرى مدينة القدس، وهو العام الذي احتل
    الجيش البريطاني فيه مدينة القدس، وعلى وجه التحديد ليلة حصار المدينة
    المقدسة. دخل الكتاب في سن مبكرة، ثم التحق بالمدارس النظامية عام
    1920م، فدرس في مدرسة البقعة غربي بركة السلطان مدة أربع سنوات. اتبعها
    بدراسة سنتين في مدرسة التمرين (دار لورنس) التي كانت ملاصقة لدار
    المعلمين التي كان يديرها المرحوم سامح الخالدي، ثم انتقل إلى المدرسة
    الرشيدية بالقدس بعد أن أنهى الصف السادس الابتدائي، وكان من معلميها
    المرحوم الخطاط عبدالقادر الشهابي-الخطاط الوحيد في فلسطين آنذاك- الذي
    تلقى هذا الفن في استانبول يد على الخطاط التركي الشهير محمد عزت. ثم
    سنة واحدة في كلية تراسنطة، عين في سلك التدريس، فدرّس في مدرسة قريته
    لفتا مدة أربع سنوات من عام 1932 – 1938 م. ثم انتقل إلى المدرسة
    البكرية في القدس، وقد لمع اسمه آنذاك كمدرس بارع، فأوكل إليه التدريس
    في ثلاث مدارس أخرى في آن واحد إلى أن نشبت حرب عام 1948م،
    تميز الخطاط محمد صيام بالجد والاجتهاد، فابتنى بيتاً له في قريته
    لفتا، وسرعان ما اضطر إلى تركه اثر العدوان الصهيوني واحتلال القسم
    الغربي من مدينة القدس، تاركاً فيه كل مقتنياته من الأصول الخطية التي
    جمعها للعديد من أساطين الخط، فالتجأ إلى القسم الشرقي لمدينة القدس مع
    عائلته لا يملك سوى الثياب التي عليه، وقد عانى في تلك السنة أيما
    عناء، إلى أن عين معلماً في المدرسة العمرية بالقدس الشرقية بعد إلحاق
    الضفة الغربية إلى مملكة شرق الأردن، وبعد بضع سنوات عين مديراً
    للمدرسة البكرية. وفي عام 1966 أصبح مديراً للمدرسة العمرية، كبرى
    مدارس القدس الشرقية آنذاك، وبقي فيها إلى أن نشبت حرب عام 1967،
    وانتهت باحتلال الجيش الإسرائيلي لكامل القدس وفلسطين، فتوقف عن العمل
    مدة عام واحد رافضاً العمل تحت سيادة الاحتلال الإسرائيلي على المدارس
    في القدس الشرقية. بعد هذه الحرب أسس مع بعض الشخصيات الوطنية
    الفلسطينية القسم الأكاديمي الخارجي في مدرسة دار الأيتام الإسلامية في
    القدس، وتولى إدارتها إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 1983، بعد أن خدم
    التعليم مدة تربو على نصف قرن.

    • رحلته مع الخط العربي ...
    شغف محمد صيام باللغة العربية وقواعدها وآدابها، وبصورة خاصة بالخط
    العربي، فقد بدأ الخطاط محمد صيام مشواره الفني مع الخط مقلداً
    ومحاكياً لمصحف الحافظ عثمان، كما كان يقلد الخطوط التي تقع تحت يديه
    في الصحف والمجلات، وقد تأثر كثيراً في كتابات الخطاط شفيق التي تزين
    قبة الصخرة المشرفة، ويتلذذ بالطواف حولها متأملاً ودارساً لهذه التحفة
    الفنية البديعة. تعرف خلال دراسته في المدرسة الرشيدية إلى خطاط فلسطين
    الأول المرحوم عبد القادر الشهابي، فشجعه وقدم له النصح والإرشاد، ثم
    حثه على متابعة دراسته في مصر، سيما وقد كان معجباً أيما إعجاب بخط
    الخطاط الكبير سيد إبراهيم، وكان يحلم أن يكون تلميذاً لديه، فكان له
    ما أراد.
    ففي عام 1937م سافر إلى القاهرة، وتعرف إلى الخطاط سيد إبراهيم فقدم له
    بعض كتاباته فأعجب بها أيما إعجاب. احتضنه الأستاذ سيد إبراهيم وفتح له
    بيته ومرسمه لينهل من علمه وفنه، فكان يزوره كل عام خلال إجازاته
    المدرسية الصيفية، أو كلما سمح له وقته بذلك، وأعجب بسرعة تقدمه في
    الكتابة، إلى أن منحه أجازة في الخط العربي قبيل عام 1948م، وأثناء ذلك
    تعرف إلى كثير من أعلام الخط العربي في مصر ومنهم الخطاط نجيب هواويني،
    والخطاط محمد حسني والخطاط محمد المكاوي والشيخ محمد عبدالرحمن ومحمد
    عبدالرزاق.
    أقام محمد صيام العديد من دورات الخط العربي في دور المعلمين، وأقام
    عدة معارض للخط العربي وألقى العديد من المحاضرات في فن الخط العربي في
    الجامعات والمعاهد الفلسطينية. وقد افتتح مكتباً للخط في مدينة القدس،
    زاول فيه أعمال الخط الفنية والتجارية، ثم أصبح خبيراً معتمداً لدى
    المحاكم النظامية والشرعية في مضاهاة الخطوط.
    وفي عام 1952م أصدر "الكراس السهل" وهي سلسة كراسات في خط الرقعة
    للمرحلة الابتدائية وعددها (6) كراسات، طبق تدريسها إلزامياً في مدارس
    فلسطين العمومية والخاصة، أتبعها عام 1970 م بكراسة خطية للمرحة
    الإعدادية أسماها (حدائق الخط العربي). وقد علق على هذه الكراسات
    الخطاط الفلسطيني يوسف النجار (تلميذ الخطاط محمد حسني) قائلاً: "تفضل
    الأستاذ الزميل محمد صيام بإهدائي نسخة كاملة من المجموعة التي وضعها
    لتعليم الخط الرقعي في المدارس، وأسماها (الكراس السهل) فكان من حقه
    علي أن أقدم مجموعته إلى القراء عامة، وإلى جمهرة المشتغلين بالتعليم
    خاصة، بوصف كوني خطاطاً أستطيع الحكم بحق على مقدار الجهد المضني الذي
    بذل في إعداد هذه المجموعة وإخراجها إلى حيز الوجود... إن الأستاذ محمد
    صيام قد استهدف من وضعه لهذا الكراس هدفاً ما.. حيث أصاب حظاً وافراً
    في خدمة أثر خالد من تراث العرب، أحلوه الموضع الأول في نفوسهم خلال
    عصورهم الزاهية... لقد سخر الأستاذ محمد صيام مواهبه في سبيل إيجاد هذا
    المرجع الهام على أساس علمي وفني، أهله لوضعه على هذا الأساس، خبرته
    الطويلة، وممارسته لفن الخط في أوسع نطاق. ومن الإنصاف أن يعترف له
    بالسبق في هذا المضمار والإبداع فيه، ومن ثم بما أنتجه نتيجة الخبرة
    والتجربة.
    بقي أن أشير إلى الناحية الفنية الصرفة في هذه المجموعة القيمة فأقول
    بحق: إنها من خير ما أنتجه الخطاطون الفنيون على أسس وقواعد فنية
    وتربوية سليمة. فكل حرف فيه مشروح شرحاً وافياً موضحاً بالرسم
    التوجيهي. يتسلسل من السهل إلى الصعب، ويتدرج مع الأمثلة التطبيقية
    الوافية، وباستقراء تام لجميع الأوضاع والتراكيب من نقطة ارتكاز إلى
    أخرى، فليس ثمة انتقال من وضع إلى غيره إلا وقد تركز الأول وسهل البناء
    على أساسه. ولعل أروع ما في الكراس النسق الجميل في تبويبه، والتجانس
    في التراكيب، مع السهولة الرائعة في تطبيق طريقته في التعليم من حيث
    إيضاح نقاط البداية والتفريع والتلاقي والانتهاء لكل حرف ولكل تركيب".
    بقيت هذه الكراسات مطبقة في المدارس الحكومية والخاصة في فلسطين حتى
    عام 1983، حيث تم تغيير المناهج الدراسية.
    بعد إحالته إلى التقاعد عام 1983م افتتح في مرسمه دورات خطية، خرجت
    عدداً من الخطاطين الناشئين نال بعضهم جوائز تقديرية محلية وعالمية.
    في عام 1990 م، صدر كتابه (رياض الخط العربي) متضمناً معظم أعماله
    الخطية، وكذلك صدر له في نفس العام كتاب في مضاهاة الخطوط ضمنه عصارة
    تجاربه التي جاوزت نصف القرن، وله كتاب في قواعد اللغة العربية وكراسة
    في خط التعليق ما زالا مخطوطين.
    كتب في حياته الكثير من الكتابات التذكارية على الأضرحة والمقامات
    والمساجد منها: النصب التذكاري للشاعر عبد الرحيم محمود في الناصرة،
    مسجد الخلفاء الراشدين في مدينة البيرة.
    وأشرف على إصلاح كتابات المسجد الأقصى بعد حريقه، بالإضافة إلى كتابة
    مئات اللوحات الفنية الرائعة بأنواع الخطوط العربية المختلفة، وقد كان
    رحمه الله يحلم بإنشاء مدرسة لتحسين الخطوط في فلسطين على غرار مدراس
    تحسين الخطوط العربية في القاهرة.

    • الجوائز التي حاز عليها ...
    نال العديد من الجوائز التقديرية والمكافآت والأوسمة منها: جائزة
    مهرجان عجلون الفني عام 1960م، والجائزة التقديرية في مسابقة الخط
    الدولية الأولى باستانبول عام 1986 المعروفة باسم مسابقة الخطاط حامد
    الآمدي (في تقليد أعمال الخطاط حامد الآمدي في خط الديواني الجلي). ثم
    منح الجائزة التقديرية الأولى من قبل مؤتمر القدس العالمي للتراث
    الشعبي الفلسطيني عام 1987م، وأخيراً منح وسام فلسطين للفنون في مهرجان
    أقيم في مدينة القاهرة عام 1410هـ / 1990م.

    • وفاته ...
    انتقل إلى رحمة ربه مساء يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر رجب عام
    1411هـ الموافق الثلاثين من شهر كانون الثاني عام 1991م، إثر نوبة
    قلبية حادة أصابته إثر تلقيه خبر استشهاد القائد الفلسطيني الكبير (أبو
    علي إياد)، ثم دفن في مقبرة باب الساهرة بالقدس الشريف في مكان مجاور
    لضريح مؤرخ مدينة القدس المرحوم عارف العارف.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 5:32