د. محمد صيام.. أديب وداعية، وخطيب مؤثر من خطباء الحركة الإسلامية، كان أحد خطباء المسجد الأقصى المبارك منذ عام 1986 وحتى عام 1988، وهو أديب من جيل المحنة، اكتوى بنارها منذ صغره، وعاش مع المآسي والنكبات التي حلّت بوطنه، وآمن بحتمية الحل الإسلامي لقضايا أمته، واختار طريق الحق ليكون جندياً من جنوده، وشارك في مجالات عديدة من مجالات العمل الإسلامي.
حياته: وُلد محمد الشيخ محمود صيام في قرية (جورة عسقلان) بفلسطين سنة 1937. ونشأ في أسرة متدينة متمسكة بإسلامها، وتلقى دراسته الابتدائية في القرية حتى عام 1948. ولما حلت بفلسطين نكبتها الأولى واحتل العدو الصهيوني بلده، هاجر إلى قطاع غزة.. وفي منطقة غزة تلقى دراسته الإعدادية، وأتم الثانوية عام 1955. والتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1959، حيث حصل على اللسانس في اللغة العربية وآدابها، وعمل مدرساً لمادة اللغة العربية بمدارس غزة. وفي عام 1960 توجه إلى الكويت وعمل في التدريس والإدارة المدرسية والتوجيه الفني لمادة اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم بدولة الكويت.
وحصل على الماجستير في الأدب العربي من جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1980، والدكتوراه في الأدب العربي من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1982.
وفي عام 1983 عمل مدرساً بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة، ثم شغل منصب مدير مكتب الجامعة لشؤون المتابعة، وعضوية مجلس الجامعة. ثم شغل منصب (القائم بأعمال رئيس الجامعة) منذ عام 1984.
وفي عام 1988 أبعد عن الوطن المحتل، بعد اتهام سلطات الاحتلال للجامعة الإسلامية –التي كان يرأسها- بتفجير الانتفاضة الفلسطينية المباركة في 8/12/1987.
ومنذ إبعاده عن وطنه أقام في السودان حتى منتصف التسعينيات، ثم توجه إلى دولة اليمن وأقام فيها.
شعره:
الدكتور صيام شاعر مؤمن صادق موهوب، امتاز بقصائده الطوال التي تعبر عن آلام أمته وآمالها، وقد استأثرت دعوة الإسلام بنصيب كبير من أشعاره فلا تكاد تمرّ مناسبة إسلامية إلا وله فيها شعر.. لقد نظم شعره في تاريخ الدعوة وأحداثها، وصور معاركها ومجد أبطالها، ورثى شهداءها. ولما كانت قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى فقد حظيت من شعره بنصيب وافر.
وقد ظهر في شعره كثير من أغراض الشعر.. ظهر فيه الوصف.. وصف المعارك والقتال والكرّ والفرّ، وظهر فيه الفخر بالإسلام وانتصاراته وسمو منهجه، وظهر فيه الهجاء لأعداء الله وأعداء دينه، وظهر فيه الرثاء وله فيه عدد من القصائد.. ولعل قراءة للأبيات التالية تبين لنا الأغراض التي طرقها، وتعرفنا على اتجاهاته وتطلعاته:
كـرّسـتُ أبياتي وأشعاري وإن كانت قليله
للذود عن شعبي الأبيّ وعن عقيدته الأصيله
ولـرفـع راية الاستقامة والتدّين والفضيله
ولـكـشف كلّ دسيسة للخائنين وكل حيله
ولفضح ما يستوردون من الشعارات الدخيله
ولـنزع أقنعة التستر وجوههم العميله
وقد امتاز شعر محمد صيام بالجمع بين طول النفس وومضات الشعر الخاطفة ودفقات الشعور الملتهب الذي يعبر عن أحاسيسه ويصور بها وجدانه دون تكلف في الصنعة أو توعر في اللفظ أو تعقيد في المعنى، ولا غرابة في ذلك فهو إلى جانب الموهبة الشعرية عالم بقواعد لغة القرآن وأصولها وتاريخ الأدب العربي وفنونه..
وإن القارئ لشعره يحسّ إلى جانب قوة الصياغة وعذوبة الأداء، ودفء الكلمة وحرارة التعبير وهو يعرض قضية بلده وشعبه في فلسطين.
شعره الديني:
نظم محمد صيام قصائد تناولت ذكرى الإسراء والمعراج والهجرة النبوية وموقعة بدر ومؤتة لتشكل صفحات من تاريخ هذه الأمة المجيد بأسلوب الأداء الموزون والتعبير المؤثر والقوافي العذاب.. قصائد تصور لنا حادثة الإسراء والمعراج وما فيها من صور وعبر، وحادثة الهجرة وما انطوت عليه من معان عظيمة ودروس جليلة.. وقد أورد لنا قصائد صور غيها غزوة بدر وغزوة مؤتة تصويراً رائعاً أخاذاً.. فقال في قصيدة بعنوان "غزوة مؤتة"(1):
يا زيد ناد إلى الجهاد
ونؤمَّنَ الأطراف ممن
ونُجَلِّسُ الحق الصراح
ولـعـلـنـا نهديهمو
ونـغـيـثهم مما يعمّ
حـتى نحطِّمَ كلَّ عاد
قـد يغير على البلاد
أمـام أنـظـار العباد
إن شـاء ربك للرشاد
الـعـالمين من الفساد
ونظم قصائد تذكر الإنسان بعظمة الخالق، وتحث على تدبر ظواهر الكون، كقصيدته التي بعنوان "غزو الفضاء" التي قالها بمناسبة هبوط الإنسان على سطح القمر، والتي تحث الإنسان على التدبر فيما خلق الله له وحوله، فقال فيها(2):
أيـهـا الـلاهثون عبر الفضاء
تـمـلـؤون الحياة طبلاً وزمراً
إنـهـا قـفـزة لا شـك لـكن
ألـهـذا الـمجال ينطلق العقل
أم نـسـيتم في غمرة الفوز رباً
وله الأمر في السموات والأرض
وهـو مـن سـهّل الحياة إليكم
جـعـل الأرض كالذلول فكانت
والـسـمـاء التي ترون بناها
زمـراً فـي حـقـيقة وادعاء
وتـدورون فـي رحى الأهواء
أيـن أنتم من علم رب السماء؟
وتـبـقى النفوس في الظلماء؟
أوجـد الـنـاس كلهم من هباء
بـرغـم الـعـلـوج والسفهاء
كـي تـعـبوا من هذه النعماء
لـتـسـيـروا فيها بغير عناء
فـاسـتـدارت كـالقبة الزرقاء
الوطن والكفاح من أجله في شعره:
نظم شاعرنا معظم أشعاره وخاصة قصائده الطوال لوطنه وشعبه في فلسطين نظم وذكر قومه بوعد بلفور وبمؤامرات الأعداء، ومأساة الأهل في الأرض التي باركها الله وبارك حولها.. وأكد في قصائده أن صلته بهذه الأرض صلة عقيدة ودين لا صلة تراب وطين، ولذا فلن يبرحها إلا مقهوراً.. فقال في قصيدة بعنوان "لا لن نهاجر كالطيور(3)
لا لـن نهاجر كالطيور
ولـسوف نصمد فوق أر
نـبـني كما بنت الجدو
بـسـواعـد لا تستكي
ولـسوف ندفع عن حما
بـالناب – إن عز السلا
مـهما تكدست الشرور
ض بلادنا مثل الصخور
د لـنا على مر الدهور
ن ولا تـمل ولا تخور
نـا كـل عـاد أو مغير
ح- وبالمخالب كالصقور
ولما وقعت النكبة الثانية عام 1967، واحتل العدو القدس وما تبقى من فلسطين، محمد صيام قصيدة بعنوان "القدس تنهشها الذئاب" لجأ فيها إلى السخرية كوسيلة لاستنهاض الهمم وبعث الحمية في النفوس، فقال(4):
يـا أمـتـي نامي هنية
نـامـي فـما مرت بنا
كـلا ولا كـانـت لـنا
نـامـي وسـوف يحلّها
* * *
ولـيـعبث الخصم اللئيم
والـقدس تنهشها الذئاب
وتدوس مسرى المصطفى
نـامـي فما أحلى المنام
نـامـي فـإن الـنائمين
فـالـنوم أفضل للقضيه
أبـداً كـهـاتـيك البليه
يـومـاً زعـامات غبيه
صـخب الوفود العالميّه
* * *
بـكـل سـهـل أو ثنيه
بـخـسـة وبـلا رويّه
عُـصَبُ التتار البربريه
بـلا امـتعاض أو حميه
يـرون أحـلامـاً شهيه
ويتناول في أشعاره فرقة العرب الذين تخلوا عن فلسطين وانصرفوا لإثارة الشحناء والبغضاء بينهم، وباتوا سخرية للعالم يعيشون القهر والذلّ والمهانة.. فيسخر منهم في عدد من قصائده.. ويبدع وهو يعارض المتنبي في ميميته التي يقول فيها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
فيقول شاعرنا ساخراً(5):
(على قدر أهل العزم تأتي العزائم)
وتـعـلـو مكانات الرجال بجدهم
وتـوطـأ بـلدان وَينْدُكُّ صرحُها
ومن لم يكن ضرغامُه يدفع الردى
وتـأتي على قدر الضعاف الهزائم
ولا يـبـلـغ العلياء إلا المزاحم
إذا لـم تذد عنها الخفاف الصوارم
ويـحمي حماه، تفترسه الضراغم
ولما قامت الانتفاضة المباركة، عب شباب المساجد في وجه الطغيان، يدافعون عن الأقصى وعن أرض الإسراء، نظم شاعرنا قصيدة عام 1988 بعنوان: "أبطال الحجارة" قال فيها:
الجيل قد أعطى قراره
والـنشء بالإسلام حدّ
ورأيـت أبطال الحجا
كـالجن تبرز في المفا
والكون قد سمع انفجاره
د خـطه ورأى مساره
رةِ يـنبتون بكل حاره
وز تـارة وتغيب تاره
ولما رأى أطفال فلسطين يدافعون عن الوطن ويقفون في وجه جيش الاحتلال، نظم قصيدة بعنوان "أطفال فلسطين يصنعون مجدها"، قال فيها:
أطـفـالنا صناع مجد
أبـطال جيل قد أريـ
مـن هـؤلاء اللاهثيـ
الـراكضين لكسب ودّ
كـتاب ملحمة التحدي
د لـه التخاذل والتردي
ن وراء حل ليس يجدي
الـغرب والشرق الألد
ولما قرر شعب فلسطين الاستمرار في الانتفاضة حتى يتحرر الوطن من المحتلين، نظم محمد صيام ملحمة للانتفاضة، قال فيها:
شـعـب البطولة والمآثر
مــاض بـإذن الله لـلـ
فـالـحـادثـات صـقلنه
والـخـطـب هـيجه فثا
والـقـدس لا يـحيا حوا
* * *
يـا أيـهـا العرب الكرام
أفيترك الشعب الفلسطينـ
أيـن الـسيوف اليعربيـ
أتـحـوَّلـت تلك السيوف
أم أن "واعــربـاه" مـا
بـالرغم من تلك المجازر
ـهدف المقدس وهو صابر
وجـعـلـنه كالسيف باتر
رَ ولـيس يلين لأي قاهر
لـيها ضعيف النفس خائر
* * *
أمـا لـهـذا الـليل آخر
ـي فـي الـميدان حائر
ـات الـصقيلات البواتر
إلـى الـتـدابر والتناحر
عـادت تؤثر في الضمائر
ولما قامت إسرائيل بإبعاد نخبة كبيرة من قادة الانتفاضة إلى مرج الزهور في لبنان، نظم شاعرنا قصيدة وأهداها إلى الكرام المبعدين في مرج الزهور، قال فيها(6):
إبعادكم رغم الشقاء رفع الرؤوس إلى السماء
والـمـجرمون الظالمون كيانهم بالخزي باء
وبنو العروبة لم يعد فيهم إلى العُرْبِ انتماء
زعـمـاؤهم كالمومياء وبئس تلك المومياء
ركـعـوا لأمريكا فعاثت في البلاد كما تشاء
شعره الإنساني والاجتماعي:
للشعر الإنساني والاجتماعي حضور كبير في شعر محمد صيام بحيث نلمس حديثه عفوياً يتناول فيه أهله وأصدقاءه والناس من حوله، يتحدث إليهم حديث الحب الحاني والصديق الوفي.. فنراه ينظم مقطوعة شعرية يهديها لوالده، يؤكد له فيها وفاءه واعترافه بجميله، فيقول(7):
أنت الذي أحسنت تربيتي وكنت لي الدليل
ورعيتني ومضيت ترشدني إلى أهدى سبيل
ولذا فلا شَبَهٌ لحبك في الفؤاد ولا مثيل
من بعد حب الله –جل الله- أو حب الرسول
فالله –يا أبتاه-أسأل بالرضا لك والقبول
وإليك أهدي هذه الكلمات رداً للجميل
ويخاطب الشباب بقوله(:
أنـا –ما علمت- معلمُ
قـلمي وقرطاسي يرو
ولـقد وجدت الشعر ذا
فـنـظـمته كالسلسبيل
فـي كل ناحية من الـ
قـضَّيْتُ أيامي العذاب
دان الـبراعم للصواب
أثر عجيب على الشباب
لـهـم وكالتبر المذاب
أدب العفيف وكل باب
حياته: وُلد محمد الشيخ محمود صيام في قرية (جورة عسقلان) بفلسطين سنة 1937. ونشأ في أسرة متدينة متمسكة بإسلامها، وتلقى دراسته الابتدائية في القرية حتى عام 1948. ولما حلت بفلسطين نكبتها الأولى واحتل العدو الصهيوني بلده، هاجر إلى قطاع غزة.. وفي منطقة غزة تلقى دراسته الإعدادية، وأتم الثانوية عام 1955. والتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1959، حيث حصل على اللسانس في اللغة العربية وآدابها، وعمل مدرساً لمادة اللغة العربية بمدارس غزة. وفي عام 1960 توجه إلى الكويت وعمل في التدريس والإدارة المدرسية والتوجيه الفني لمادة اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم بدولة الكويت.
وحصل على الماجستير في الأدب العربي من جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1980، والدكتوراه في الأدب العربي من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1982.
وفي عام 1983 عمل مدرساً بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة، ثم شغل منصب مدير مكتب الجامعة لشؤون المتابعة، وعضوية مجلس الجامعة. ثم شغل منصب (القائم بأعمال رئيس الجامعة) منذ عام 1984.
وفي عام 1988 أبعد عن الوطن المحتل، بعد اتهام سلطات الاحتلال للجامعة الإسلامية –التي كان يرأسها- بتفجير الانتفاضة الفلسطينية المباركة في 8/12/1987.
ومنذ إبعاده عن وطنه أقام في السودان حتى منتصف التسعينيات، ثم توجه إلى دولة اليمن وأقام فيها.
شعره:
الدكتور صيام شاعر مؤمن صادق موهوب، امتاز بقصائده الطوال التي تعبر عن آلام أمته وآمالها، وقد استأثرت دعوة الإسلام بنصيب كبير من أشعاره فلا تكاد تمرّ مناسبة إسلامية إلا وله فيها شعر.. لقد نظم شعره في تاريخ الدعوة وأحداثها، وصور معاركها ومجد أبطالها، ورثى شهداءها. ولما كانت قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى فقد حظيت من شعره بنصيب وافر.
وقد ظهر في شعره كثير من أغراض الشعر.. ظهر فيه الوصف.. وصف المعارك والقتال والكرّ والفرّ، وظهر فيه الفخر بالإسلام وانتصاراته وسمو منهجه، وظهر فيه الهجاء لأعداء الله وأعداء دينه، وظهر فيه الرثاء وله فيه عدد من القصائد.. ولعل قراءة للأبيات التالية تبين لنا الأغراض التي طرقها، وتعرفنا على اتجاهاته وتطلعاته:
كـرّسـتُ أبياتي وأشعاري وإن كانت قليله
للذود عن شعبي الأبيّ وعن عقيدته الأصيله
ولـرفـع راية الاستقامة والتدّين والفضيله
ولـكـشف كلّ دسيسة للخائنين وكل حيله
ولفضح ما يستوردون من الشعارات الدخيله
ولـنزع أقنعة التستر وجوههم العميله
وقد امتاز شعر محمد صيام بالجمع بين طول النفس وومضات الشعر الخاطفة ودفقات الشعور الملتهب الذي يعبر عن أحاسيسه ويصور بها وجدانه دون تكلف في الصنعة أو توعر في اللفظ أو تعقيد في المعنى، ولا غرابة في ذلك فهو إلى جانب الموهبة الشعرية عالم بقواعد لغة القرآن وأصولها وتاريخ الأدب العربي وفنونه..
وإن القارئ لشعره يحسّ إلى جانب قوة الصياغة وعذوبة الأداء، ودفء الكلمة وحرارة التعبير وهو يعرض قضية بلده وشعبه في فلسطين.
شعره الديني:
نظم محمد صيام قصائد تناولت ذكرى الإسراء والمعراج والهجرة النبوية وموقعة بدر ومؤتة لتشكل صفحات من تاريخ هذه الأمة المجيد بأسلوب الأداء الموزون والتعبير المؤثر والقوافي العذاب.. قصائد تصور لنا حادثة الإسراء والمعراج وما فيها من صور وعبر، وحادثة الهجرة وما انطوت عليه من معان عظيمة ودروس جليلة.. وقد أورد لنا قصائد صور غيها غزوة بدر وغزوة مؤتة تصويراً رائعاً أخاذاً.. فقال في قصيدة بعنوان "غزوة مؤتة"(1):
يا زيد ناد إلى الجهاد
ونؤمَّنَ الأطراف ممن
ونُجَلِّسُ الحق الصراح
ولـعـلـنـا نهديهمو
ونـغـيـثهم مما يعمّ
حـتى نحطِّمَ كلَّ عاد
قـد يغير على البلاد
أمـام أنـظـار العباد
إن شـاء ربك للرشاد
الـعـالمين من الفساد
ونظم قصائد تذكر الإنسان بعظمة الخالق، وتحث على تدبر ظواهر الكون، كقصيدته التي بعنوان "غزو الفضاء" التي قالها بمناسبة هبوط الإنسان على سطح القمر، والتي تحث الإنسان على التدبر فيما خلق الله له وحوله، فقال فيها(2):
أيـهـا الـلاهثون عبر الفضاء
تـمـلـؤون الحياة طبلاً وزمراً
إنـهـا قـفـزة لا شـك لـكن
ألـهـذا الـمجال ينطلق العقل
أم نـسـيتم في غمرة الفوز رباً
وله الأمر في السموات والأرض
وهـو مـن سـهّل الحياة إليكم
جـعـل الأرض كالذلول فكانت
والـسـمـاء التي ترون بناها
زمـراً فـي حـقـيقة وادعاء
وتـدورون فـي رحى الأهواء
أيـن أنتم من علم رب السماء؟
وتـبـقى النفوس في الظلماء؟
أوجـد الـنـاس كلهم من هباء
بـرغـم الـعـلـوج والسفهاء
كـي تـعـبوا من هذه النعماء
لـتـسـيـروا فيها بغير عناء
فـاسـتـدارت كـالقبة الزرقاء
الوطن والكفاح من أجله في شعره:
نظم شاعرنا معظم أشعاره وخاصة قصائده الطوال لوطنه وشعبه في فلسطين نظم وذكر قومه بوعد بلفور وبمؤامرات الأعداء، ومأساة الأهل في الأرض التي باركها الله وبارك حولها.. وأكد في قصائده أن صلته بهذه الأرض صلة عقيدة ودين لا صلة تراب وطين، ولذا فلن يبرحها إلا مقهوراً.. فقال في قصيدة بعنوان "لا لن نهاجر كالطيور(3)
لا لـن نهاجر كالطيور
ولـسوف نصمد فوق أر
نـبـني كما بنت الجدو
بـسـواعـد لا تستكي
ولـسوف ندفع عن حما
بـالناب – إن عز السلا
مـهما تكدست الشرور
ض بلادنا مثل الصخور
د لـنا على مر الدهور
ن ولا تـمل ولا تخور
نـا كـل عـاد أو مغير
ح- وبالمخالب كالصقور
ولما وقعت النكبة الثانية عام 1967، واحتل العدو القدس وما تبقى من فلسطين، محمد صيام قصيدة بعنوان "القدس تنهشها الذئاب" لجأ فيها إلى السخرية كوسيلة لاستنهاض الهمم وبعث الحمية في النفوس، فقال(4):
يـا أمـتـي نامي هنية
نـامـي فـما مرت بنا
كـلا ولا كـانـت لـنا
نـامـي وسـوف يحلّها
* * *
ولـيـعبث الخصم اللئيم
والـقدس تنهشها الذئاب
وتدوس مسرى المصطفى
نـامـي فما أحلى المنام
نـامـي فـإن الـنائمين
فـالـنوم أفضل للقضيه
أبـداً كـهـاتـيك البليه
يـومـاً زعـامات غبيه
صـخب الوفود العالميّه
* * *
بـكـل سـهـل أو ثنيه
بـخـسـة وبـلا رويّه
عُـصَبُ التتار البربريه
بـلا امـتعاض أو حميه
يـرون أحـلامـاً شهيه
ويتناول في أشعاره فرقة العرب الذين تخلوا عن فلسطين وانصرفوا لإثارة الشحناء والبغضاء بينهم، وباتوا سخرية للعالم يعيشون القهر والذلّ والمهانة.. فيسخر منهم في عدد من قصائده.. ويبدع وهو يعارض المتنبي في ميميته التي يقول فيها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
فيقول شاعرنا ساخراً(5):
(على قدر أهل العزم تأتي العزائم)
وتـعـلـو مكانات الرجال بجدهم
وتـوطـأ بـلدان وَينْدُكُّ صرحُها
ومن لم يكن ضرغامُه يدفع الردى
وتـأتي على قدر الضعاف الهزائم
ولا يـبـلـغ العلياء إلا المزاحم
إذا لـم تذد عنها الخفاف الصوارم
ويـحمي حماه، تفترسه الضراغم
ولما قامت الانتفاضة المباركة، عب شباب المساجد في وجه الطغيان، يدافعون عن الأقصى وعن أرض الإسراء، نظم شاعرنا قصيدة عام 1988 بعنوان: "أبطال الحجارة" قال فيها:
الجيل قد أعطى قراره
والـنشء بالإسلام حدّ
ورأيـت أبطال الحجا
كـالجن تبرز في المفا
والكون قد سمع انفجاره
د خـطه ورأى مساره
رةِ يـنبتون بكل حاره
وز تـارة وتغيب تاره
ولما رأى أطفال فلسطين يدافعون عن الوطن ويقفون في وجه جيش الاحتلال، نظم قصيدة بعنوان "أطفال فلسطين يصنعون مجدها"، قال فيها:
أطـفـالنا صناع مجد
أبـطال جيل قد أريـ
مـن هـؤلاء اللاهثيـ
الـراكضين لكسب ودّ
كـتاب ملحمة التحدي
د لـه التخاذل والتردي
ن وراء حل ليس يجدي
الـغرب والشرق الألد
ولما قرر شعب فلسطين الاستمرار في الانتفاضة حتى يتحرر الوطن من المحتلين، نظم محمد صيام ملحمة للانتفاضة، قال فيها:
شـعـب البطولة والمآثر
مــاض بـإذن الله لـلـ
فـالـحـادثـات صـقلنه
والـخـطـب هـيجه فثا
والـقـدس لا يـحيا حوا
* * *
يـا أيـهـا العرب الكرام
أفيترك الشعب الفلسطينـ
أيـن الـسيوف اليعربيـ
أتـحـوَّلـت تلك السيوف
أم أن "واعــربـاه" مـا
بـالرغم من تلك المجازر
ـهدف المقدس وهو صابر
وجـعـلـنه كالسيف باتر
رَ ولـيس يلين لأي قاهر
لـيها ضعيف النفس خائر
* * *
أمـا لـهـذا الـليل آخر
ـي فـي الـميدان حائر
ـات الـصقيلات البواتر
إلـى الـتـدابر والتناحر
عـادت تؤثر في الضمائر
ولما قامت إسرائيل بإبعاد نخبة كبيرة من قادة الانتفاضة إلى مرج الزهور في لبنان، نظم شاعرنا قصيدة وأهداها إلى الكرام المبعدين في مرج الزهور، قال فيها(6):
إبعادكم رغم الشقاء رفع الرؤوس إلى السماء
والـمـجرمون الظالمون كيانهم بالخزي باء
وبنو العروبة لم يعد فيهم إلى العُرْبِ انتماء
زعـمـاؤهم كالمومياء وبئس تلك المومياء
ركـعـوا لأمريكا فعاثت في البلاد كما تشاء
شعره الإنساني والاجتماعي:
للشعر الإنساني والاجتماعي حضور كبير في شعر محمد صيام بحيث نلمس حديثه عفوياً يتناول فيه أهله وأصدقاءه والناس من حوله، يتحدث إليهم حديث الحب الحاني والصديق الوفي.. فنراه ينظم مقطوعة شعرية يهديها لوالده، يؤكد له فيها وفاءه واعترافه بجميله، فيقول(7):
أنت الذي أحسنت تربيتي وكنت لي الدليل
ورعيتني ومضيت ترشدني إلى أهدى سبيل
ولذا فلا شَبَهٌ لحبك في الفؤاد ولا مثيل
من بعد حب الله –جل الله- أو حب الرسول
فالله –يا أبتاه-أسأل بالرضا لك والقبول
وإليك أهدي هذه الكلمات رداً للجميل
ويخاطب الشباب بقوله(:
أنـا –ما علمت- معلمُ
قـلمي وقرطاسي يرو
ولـقد وجدت الشعر ذا
فـنـظـمته كالسلسبيل
فـي كل ناحية من الـ
قـضَّيْتُ أيامي العذاب
دان الـبراعم للصواب
أثر عجيب على الشباب
لـهـم وكالتبر المذاب
أدب العفيف وكل باب
الأربعاء 11 مارس 2015 - 6:11 من طرف أسامه صيام
» د.أحمد جلال صيام يكتب : وتمضي الحياة
الإثنين 9 مارس 2015 - 6:40 من طرف أسامه صيام
» الدكتور وليد زكريا صيام
الأحد 8 مارس 2015 - 7:23 من طرف أسامه صيام
» انهيارات كبيرة وتشققات في مبانٍ فلسطينية بمحيط المسجد الأقصى
الخميس 5 مارس 2015 - 5:28 من طرف أسامه صيام
» الى اخى الدكتور اسامة
الخميس 12 فبراير 2015 - 20:21 من طرف سيد صيام
» هام القبيلة التي تنتمي اليها عائلة صيام هي قبيلة الترابيين
الجمعة 28 نوفمبر 2014 - 1:47 من طرف أسامه صيام
» أفراح عائله صيام
الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 23:45 من طرف صلاح صيام
» قبيلة العيايدة
الإثنين 10 مارس 2014 - 19:30 من طرف a_hh_sss@HOTMAIL.COM
» قرار إسرائيلي بهدم بنايتين سكنيتين لعائلة صيام بسلوان
الجمعة 27 ديسمبر 2013 - 3:37 من طرف أسامه صيام
» ميليشيات الانقلاب والداخلية تخطف أحد مصابي فض رابعة من مستشفى بالشرقية
الإثنين 21 أكتوبر 2013 - 2:50 من طرف محمد عبد الغفار صيام
» أسماء 37 معتقلا سياسيا تم تصفيتهم في مجزرة أبو زعبل
الجمعة 23 أغسطس 2013 - 15:39 من طرف أسامه صيام
» الاحتلال يقرر طرد عائلة مقدسية من منزلها
السبت 20 يوليو 2013 - 20:58 من طرف أسامه صيام
» تهنئة القبول بالكلية الحربية
الإثنين 17 يونيو 2013 - 16:03 من طرف محمد عبد الغفار صيام
» سلوان| الآثار الإسرائيلية تبدأ بأعمال حفر بأرض عائلة صيام
الخميس 13 يونيو 2013 - 4:42 من طرف أسامه صيام
» الى اهلى واصدقائى
الجمعة 3 مايو 2013 - 23:56 من طرف سيد صيام